الخميس 22 رَجب 1446هـ 23 يناير 2025
موقع كلمة الإخباري
العدوى الأخلاقية
الشيخ حسين الحلي
كاتب وباحث إسلامي
2024 / 06 / 14
0

لا ينحصر التأثر والتأثير على العلاقات الإجتماعية، التي يكون فيها التأثير واضحا بمعدلات مختلفة، بل يتعدى ذلك لأنواع مختلفة من وجوه التأثير، كقراءة الكتب والمجلات والصحف المحلية والدولية والاستماع للأفكار المختلفة ومشاهدة البرامج التلفزيونية، ومتابعة الأعمال الفنية بكافة أنواعها. كل هذه وتلك تؤثر في الملاحظ لها تأثيرا يضعف ويقوى حسب الظروف الموضوعية التي لها دخالة في حجم التأثر ونوعه.

فقد تلاحظ تأثر قراء المجلات ومتابعي الصحافة والإعلام بمفردات هذا السلك وطريقة تعامله مع الأحداث، وتأثر المستغرق في قراءة الكتب الأدبية والفنية بأسلوب الأدباء ومفرداتهم، وهكذا، فقد لاحظت تأثر قراء الكتب التي تستهدف الدين بصورة عامة والإعتقادات الإسلامية بصورة خاصة بلوثة مؤلفي تلك الكتب حتى على مستوى الفكرة والتعبير، فكأنه ما إن يدخل في هذا الإطار حتى يبدأ برمي معتقداته بوابل الشك والتنقص، فلا يكاد يخرج منها إلا وهو محمل بعقدة صاحب الكتاب تجاه الدين. ولهذه العدوى الأخلاقية أمثلة كثيرة يقتنصها الملاحظ اللبيب.

كل ذلك لأن الهدف المنشود ليس قراءة أي كتاب يقع بمتناول اليد ولا التبجح بمعرفة الكتب والمطبوعات، قبل أن تثبت للقارئ عقيدته وقبل أن تنمو ملكة النقد للأفكار الهابطة، فيستطيع قنص أي فكرة هابطة ودحضها.

التعليقات