ضحت ما نسبته (90%) من العوائل الفلسطينية في شمال غزّة تعاني تطوي بطونها الخاوية ولا تحصل على لقمة طعام واحدة، بعدَ الدمار الذي حلّ بالقطاع الفلسطيني على أيدي العدوان الإسرائيلي، الذي ظلّ متعطشاً لدماء الأبرياء.
ووفقاً لما صرّح به مدير برنامج الأغذية العالمي في فلسطين، أنوان رينارد، اليوم الثلاثاء، فإنّ "(90%) من السكان في شمال قطاع غزة بلا طعام".
وتأتي مثل هذه التحذيرات الأممية، في الوقت الذي يصعب إطلاقاً إيصال المساعدات الغذائية والدوائية الكافية لقطاع غزّة بسبب الحصار المفروض والعدوان المستمر من قبل الجيش الإسرائيلي.
ورغمَ الجهود التي يبذلها فريق المساعدات الغذائية (الأونروا)، إلا أنّ رينارد قال: إن "كل العاملين في المجال الإنساني قلقون على ما يحدث مع الأونروا".
وكان برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، أكد في وقت سابق أن "أكثر من 90% من سكان غزة سيواجهون بحلول شهر تشرين الثاني الحالي انعداماً حاداً في الأمن الغذائي".
وعبّر البرنامج في بيان له تلقّى (كلمة) نسخة منه، عن قلقه العميق "إزاء التشريعات الإسرائيلية الجديدة التي تؤثر على الأونروا"، مشيراً إلى أن "هذه المنظمة لا غنى عنها في مجال توفير المساعدات المنقذة للحياة في غزة".
وتابع أن "أنظمة الغذاء في غزة انهارت إلى حد بعيد بسبب تدمير المصانع والأراضي الزراعية، بينما أصبحت المتاجر والأسواق شبه خاوية".
إلى ذلك أفادت مصادر طبية فلسطينية، أمس الاثنين، بأن حصار الجيش الإسرائيلي المستمر منذ شهر كامل على محافظة شمال قطاع غزة، أدى إلى استشهاد (1800 مواطن) وإصابة (4 آلاف) آخرين، ومئات المفقودين، إلى جانب تدمير المستشفيات والبنية التحتية.
كما منع الجيش الإسرائيلي وصول (3 آلاف و800) شاحنة مساعدات وبضائع إلى محافظة شمال قطاع غزة، وتعمّد تجويع قرابة الـ(400 ألف) إنسان بينهم أكثر من (100 ألف) طفل، كما دمّر عشرات مراكز النزوح والإيواء.
ومما يزيد من حجم المشكلة في الوقت الحالي، وارتفاع أعداد المواطنين الذين يتعرضون للجوع والعطش، هو بقاؤهم في القطاع ورفضهم النزوح، حتى لو كان العيش تحت وابل الرصاص والمتفجّرات.