الأربعاء 21 رَجب 1446هـ 22 يناير 2025
موقع كلمة الإخباري
بعد فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية.. كيف سيكون وضع الشرق الأوسط؟ (تقرير خاص)
بغداد ـ كلمة الإخباري/ خاص
2024 / 11 / 06
0

بعد إعلان دونالد ترامب فوزَه بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، تُطرح عدة أسئلة منها كيف سيتعامل ترامب مع الحرب الدائرة في غزة ولبنان والتوتر الحاصل في منطقة الشرق الاوسط، وهل سيفي بوعوده التي قطعها أثناء حملاته الانتخابية، بأنه سوف ينهي الحرب التي تشنها إسرائيل على لبنان وغزة، تتباين آراء المتابعين والأوساط العراقية، حيال ما سيفعله ترامب خلال بداية فترته الرئاسية. 

منهم من يرى أن ترامب سيدعم ما تخطط اليه إسرائيل في توسعها بمنطقة الشرق الأوسط والقضاء على ما تبقى من حزب الله في لبنان وحماس في غزة، رغم العلاقة المتوترة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وترامب، والبعض الآخر يرى أنّ ترامب قد يكون لديه أفكار لإنهاء تلك الحرب، وهي غير واضحة حتى الآن.

وفي هذا المنحى يرى المحلل السياسي نزار حيدر في حديث مع (كلمة) أن "ترامب سيساعد الكيان الصهيوني على تنفيذ الخرائط التي أظهرها نتنياهو من على منبر الأمم المتحدة"، مشيراً الى أنه أي (ترامب) "هو كبقية الأمريكيين يعتبرون أن هذه الحرب هي حرب دينية؛ لذلك يدعمونها بكل الطرق والوسائل والأساليب، بالإضافة الى أنه هو صاحب مشروع الإبراهيمية؛ لذلك يعتقد ان هذه الحرب تساعد في تنفيذ مشروعه، بمعنى آخر ان الحرب والمشروع كسكّتي قطار يسيرانِ معاً". 

اما بالنسبة للملف النووي الإيراني يقول حيدر: إنّ "ترامب هو من انسحب من الاتفاق الدولي المعروف بـ (5 + 1)، فهو سيعود ويمارس سياسية ما سمّاها أقصى أنواع الضغط على إيران، وهي سياسة الجمهوريين"، منوهاً "عندما فكّر بايدن بالرجوع الى الاتفاق النووي مرّر الجمهوريون قانوناً في الكونغرس يمنع توقيع أي اتفاق جديد مع طهران بشأن الملف النووي". 

ويتابع، أما "تواجد القوات الامريكية في العراق وسوريا فأن ترامب في وقتها حاول أن يسحب كل القوات الامريكية من العراق وسوريا قبل ست سنوات، لكن الجنرالات في البنتاغون رفضوا ذلك واقنعوه بضرورة وأهمية بقاء هذه القوات في هذين البلدين، والآن هو بحاجة الى ستة أشهر لتنفيذ سياساته ويحتاج الى (100 يوم) لتشكيل إدارته ورسم أولوياته، وبيان فيما إذا اضطر على إبقاء قواته في العراق وسوريا". 

من جهته يقول المحلل السياسي محمد نعناع في حديثه مع (كلمة): إنّ "هناك ثوابت في السياسية العامة للولايات المتحدة ولكن بلحاظ شخصية ترامب والمخزون المفاهيمي والحركي الذي يريد ان ينفذه في إدارته، يمكن التنبؤ بطروحات جديدة في مسألة الصراع في المنطقة، وسوف يتكئ ترامب بشكل كبير جداً على الشعارات التي أطلقها أثناء الحملة الدعائية، ويلتزم بها بخصوص ملف فلسطين ولبنان، وأهمّ ما سينفذه هو عملية التهدئة التي وعد بها، وهي تتناسب مع توجهات المؤسسات الاستراتيجية الامريكية كوكالة الأمن القومي والسي آي أي والبنتاغون، واغلب دوافع اللوبي الصاعدة في الولايات المتحدة، كما أن أول هدف سوف يعمل عليه ترامب هو عملية التهدئة، وصولاً الى وقف الحرب".

ويضيف، أن "ترامب سيبدأ أيضاً بمرحلة الضغط العالي على ايران؛ لزيادة الصعوبات وعرقلة البرنامج النووي الإيراني، وبهذا يقنع اسرائيل بعملية إيقاف الحرب الجارية".  

"الوضع في العراق سوف لن يعاني منه ترامب كثيراً، فهو ليس مع وجود عسكري في العراق دائم ولا حتى في سوريا، لكن في العراق لا يريد وجوداً عسكرياً ومن الممكن أن يسحب القوات بأسرع وقت ممكن ولكن بشرط ان تكون عن قناعة أمريكية وربما سيتغاضى عن بعض الاتفاقات والتفاهمات التي جرت خلال الجولات الاخيرة في حكومة محمد شياع السوداني". وفقاً للمحلل السياسي محمد نعناع.  


في المقابل يذهب المحلل السياسي مجاشع التميمي في حديثه مع (كلمة) الى طرح رؤية مغايرة في كشف نوايا ترامب  فهو يرى أنه "وعد بإنهاء الحرب في لبنان وفلسطين دون أن يتحدث عن الآلية التي سيعتمدها في إنهاء هذه الحرب وكل ما قاله أنه لا يريد أن تكون هناك حرب، تحدث عن الحرب بين فترة وأخرى وهذا ما يفسر احتمالية ان يدعم ‫نتنياهو  في الحرب للقضاء على حزب الله وحماس والفصائل الفلسطينية، لكن في الأخير نتنياهو وترامب ليسوا على وئام، الأول سارع في تهنئة بايدن عنده فوزه على ترامب في عام 2020 لكن في النهاية فأن العلاقة الاستراتيجية القوية والراسخة بين واشنطن وتل أبيب تفرض على ترامب مواصلة دعم إسرائيل". ‬‬‬

هل سيمارس ترامب الضغط على إيران لعرقلة الملف النووي؟، يوضح التميمي أنه "بالتأكيد العداء بين ترامب وإيران قوي لكن بالأخير الرئيس ترامب هو رجل أعمال، بحث دائما على عقد الصفقات وربما تكون إيران قد استقرأت المتغيرات في الولايات المتحدة والمنطقة وستذهب مع ترامب في صفقة جديدة ولا استبعد أن تكون على حساب حلفائها في المنطقة لأن الجمهورية الإسلامية تبحث عن استقرار والحفاظ على النظام السياسي في إيران". 

أما التعامل مع الوجود العسكري الأمريكي في العراق وسوريا، فأن ترامب يرى أن "العراق خاصة والشرق الاوسط عامة هو جزء من الأمن القومي الأمريكي و وجود القوات الأمريكية فيه ضرورة حتمية في السياسة الخارجية الأمريكية"، لذلك لا أتوقع أن "يكون هناك انسحاب للقوات الأمريكية في المنطقة خاصة مع وجود القوات الروسية والتركية والإيرانية في سوريا والعراق، بل سيكون هناك تعزيز وإبقاء لهذه القوات".

في حين يقول المحلل السياسي على الربيعي، أنه "سيوضع حل لهذه الحرب الحاصلة في لبنان وغزة، وستنتهي عن قريب وتسلم الرهائن او تبادل الرهائن بين الطرفين وهو ليس من طموح حماس، والملف سينتهي بأسرع وقت ممكن، لحاجة الدول بأنهاء هذا الملف وستجمل طريقة التنازل بعدة أشكال".  

أما بخصوص ملف إيران النووي يقول علي الربيعي اثناء حديثه مع (كلمة) فأنه "ستوضع آلية جديدة للتفاهم بين إيران وأمريكا وستجبر عليها ايران وتقبل بها لأنه ليس لديها خيارات اخرى غير الحرب، وبداية قد يكون الأمر خاضعاً لضغط أمريكي عالي ومن ثم سيكون هناك حلحلة  بشروط على إيران وهي ستقبل بالصفقة". 

"التواجد الأمريكي في العراق، يكاد أن يجزم الربيعي بأن "إحدى إرادات ترامب هو الانسحاب من العراق وعلى ما يبدو ان العراق سيطلب عدم الاستعجال بالانسحاب، إلا أن ترامب سيكون قراره الانسحاب والعراق سيستجدي بقاء القوات الأمريكية". 

وزاد، "أما في سوريا فالوضع مختلف، سيكون إعادة التفاهمات بين روسيا وأمريكا على الوضع هناك بقبول إسرائيل بمعنى أن ترامب ليس لديه اشكالية اذا خرج من سوريا ويبقى مراقبا، ووضع قواعد لعبة جديدة بين روسيا وامريكا بقبول اسرائيلي".

وعلى صعيد متصل، لم يستبعد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في مقابلة مع صحيفة Yeni Şafak التركية، إمكانية انسحاب القوات الأمريكية من سوريا والعراق بعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.

وقال الوزير، "بعد الانتخابات، قد تفكر الولايات المتحدة في سحب قواتها من العراق وسوريا. لا يريد الأمريكيون الحفاظ على وجود عسكري في منطقة النفوذ الإيراني. وطالما أن القوات الأمريكية موجودة هناك، فإنها معرضة للهجوم".

وأضاف فيدان، "في العراق، يناقش الأمريكيون مسألة سحب قواتهم من منطقة الإدارة المركزية العراقية في عام 2025 ومن المنطقة الكردية في عام 2026".




التعليقات