مع انعقاد القمة العربية الإسلامية غير العادية المنعقدة العاصمة السعودية الرياض، لبحث الأوضاع الجارية في غزّة ولبنان وإدانة العدون الإسرائيلي على المدنيين في البلدين، تظل مواقف المرجعية الدينية في النجف الأشرف تتجدّد للمطالبة بإبعاد الأذى وإنهاء معاناة الأبرياء في كل من غزّة ولبنان، والتأكيد على دعم القضية الفلسطينية، وقيام دولتها المستقلة على كامل ترابها وعاصمتها القدس.
وفي كلمته خلال القمة العربية، أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على "دعم قيام دولة فلسطينية على كامل ترابها وعاصمتها القدس، يمثل موقف العراق بحكومته، ويتبناه شعبنا بمرجعياته الدينية ومؤسساته الوطنية والاجتماعية إزاء القضيّة العادلة لفلسطين".
فقد أدان المرجعُ الديني الأعلى السيّد علي السيستاني في بيانات ومواقف صدرت عن مكتبه في النجف الأشرف، وعبر خطب منبر الجمعة في الصحن الحسيني الشريف، مراراً وتكراراً، الاعتداءاتِ الآثمةَ على الأبرياءِ الفلسطينيينَ.
ووصف بيان المرجعية الدينية الصادر بتاريخ (11 تشرين الأول 2023) ما يجري بالتوحّشِ الفظيع وذكرَ بأنَّ جيشَ الاحتلالِ يفرضُ حصاراً خانقاً على قطّاعِ غزّةَ شمل في الآونةِ الأخيرةِ حتى الماءَ والغذاءَ والدواءَ وغيرَها من ضرورياتِ الحياة، وكأنّه يريدُ بذلكَ الانتقامَ منهمْ وتعويضَ خسارتِه المدويّةِ وفشلهِ الكبيرِ في المواجهاتِ الأخيرة.
وقال: إن هذا القتلَ والدمارَ من قبلِ جيش الاحتلالِ يجري بمرأى ومسمعِ العالمِ كلِّه ولا رادعَ ولا مانعَ، بل هناكَ من يساندُ هذه الأعمالَ الإجراميةَ ويبرّرُها بذريعة الدفاعِ عن النفسْ"، مؤكداً بأنَّ "العالم كلَّهُ مدعوّ للوقوفِ في وجهِ هذا التوحّش الفظيعِ ومنعِ تمادي قواتِ الاحتلالِ عن تنفيذ مخططاتهِ لإلحاقِ مزيدٍ من الأذى بالشعبِ الفلسطينيِّ المظلوم".
كما أن المرجع السيستاني وخلال لقائه بالحبر الأعظم للفاتيكان البابا فرنسيس بتاريخ (6 آذار 2021) أدان "ما يجري من أعمال عنف وحصار اقتصادي وعمليات تهجير، ولاسيما للشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة".
مواقف المرجعية الدينية هذه ليست بالجديدة، فقد سبق وأن أصدرت في العام (2002) بياناً حمل نفس الكلمات التي تدين فيها العدوان الصهيوني الوحشي الذي قل نظيره في التاريخ ضد الأخوة في الأراضي الفلسطينية.
كما أنّه في (آب 2012) و(كانون الأول 2012) و(تموز 2014) و(آيار 2021) أكدت المرجعية من خلال خطبة الجمعة من الصحن الحسيني على دعم القضية الفلسطينية وإدانة الاحتلال الإسرائيلي للبلاد.
وأكّدت في هذه الفترات التاريخية المهمة بأن "لا حلّ اليوم لإنهاء هذه المأساةِ منذ سبعة عقودٍ وإحلال السلام والأمنِ في المنطقة إلا بإزالةِ الاحتلالِ عن الأراضي الفلسطينية المغتصبة".
كما أعرب المرجع السيستاني خلال لقائه الأخير بممثل بعثة الأمم المتحدة في العراق محمد الحساني، عن ألمه لما يحصل من عدوان آثم على غزّة ولبنان، مما يؤكّد أن مواقف المرجعية ثابتة ومشرّفة إزاء هذه القضية والمطالبة بحقوق الشعبين المنكوبين.