تبلغُ إجمالي المسافة بين بغداد العراقية إلى باكو الأذربيجانية (926 كيلومتراً)، وتستغرق الرحلة الجوية بين المدينتين نحو ساعتين.. وهو الوقت الذي استغرقَ وصول طائرة رئيس الجمهوري العراقي عبد اللطيف جمال رشيد لحضور قمّة المناخ الـ (29) المنعقدة في أذربيجان.
مشاركة العراق هذه في قمّة تدعو لاتخاذ تدابير فعّالة لمواجهة التغيّر المناخي، جاءت في وقت دقّ فيه التلوّثُ "ناقوس الخطر" ولكنّ رحلة الرئيس مضت على ما يرام ذهاباً وإياباً، فيما يعقد العراقيون الأمل على حكومتهم في إيجاد حلول جذرية وخطط حقيقية لمواجهة خطر التلوّث.
ووفقاً لبيان صادر عن مكتبه الإعلامي تلقاه (كلمة) الإخباري، بحث رشيد الآثار المترتبة على تغير المناخ والاحتباس الحراري، وأكّد أن "العراق يعاني من موجات حرارية قياسية، وعواصف ترابية، وتراجع كميات الأمطار".
وقد أدّت هذه المسبّبات البيئية بحسب رشيد إلى "انحسار المسطحات المائية والمساحات الخضر وزيادة الجفاف والتصحّر".
ورغم أن رئيس الجمهورية لم يخفِ ما يجري من تغيرات مناخية، إلا أنّ الخطر الحالي الذي يهدّد البلد، أنه حلّ في المرتبة الأولى عالمياً في مؤشّر تلوث الهواء لعام (2023)، وهذا الخطر مستمرة ويحذّر من مخاطر مستقبلية تهدّد العراق.
فقد كشف تقرير صادر عن شركة (IQ Air) المتخصصة في تكنولوجيا جودة الهواء أنّ "العراق في المرتبة الأولى عربياً والسادسة عالمياً في مؤشرات تلوث الهواء لعام 2023".
وأفاد التقرير بأن "تركيز الجزيئات الملوثة في العراق بلغ (43.8 ميكروغرام) لكل (متر مكعب)، ليحتلّ بذلك المرتبة الأولى عربياً".
ويرجع تلوث الهواء في العراق بحسب مختصين إلى عدة عوامل ومنها "حرق النفايات والغاز، وعمليات استخراج النفط، وانتشار المصانع القريبة من المناطق السكنية".
في حين أكّد رئيس الجمهورية في قمة باكو أن "العراق على وشك الانتهاء من إعداد خطة الاستثمار المناخي، التي تهدف إلى تمهيد مسارات عملية للقطاعين العام والخاص"، ولكنّ المختصين والمراقبين دعوا إلى حلول سريعة وأخرى استراتيجية على المدى البعيد.
ودعا المختصون إلى "وضع آليات وخطط ناجعة لمواجهة هذه المخاطر".