الأربعاء 21 رَجب 1446هـ 22 يناير 2025
موقع كلمة الإخباري
أحلام "الامبراطورية الأردوغانية".. هل تبحث عن فجرها الأول في سوريا؟
بغداد ـ كلمة الإخباري | خاص
2024 / 12 / 01
0

مع الضغط الكبير الذي تواجهه سوريا في ظرفها الأمني المشتعل؛ بسبب المجموعات المسلّحة المدعومة من "المعارضة السورية"، تأتي العديد من التساؤلات وحتى الفرضيات القريبة من الواقع، عن دور تركيا بالتحديد في "خلق هكذا مواجهات" مع "تقديم دعم" لهذه المجموعات التي تتحرّك على مدى (5 أيام متتالية) للانقضاض على عدد من مناطق البلاد، وهل تمثل فعلاً بدايات لحلم مؤجّل عن ولادة ما أسماه البعض بـ "الامبراطورية العثمانية الثانية". 

ورأى صحفيون ومراقبون عراقيون، اليوم الأحد، أنّ الإعلام التركي الناشر باللغة العربية، يقدّم صورةً أوضح حول احتمالات دعم "انقرة" للمجموعات المسلّحة التي تحاول السيطرة على مناطق عديدة من سوريا وتتبع "هيئة تحرير الشام" المنشقّة عن القاعدة.

ووفقاً للصحفي حيدر التميمي في حديثه لـ (كلمة)، فإنّ "تركيا أصبحت تعمل على غرار إسرائيل وأمريكا، من خلال تطوير ودعم العناصر المسلّحة وزجّها في حروب عبثية؛ لتنفيذ خططها وأجنداتها في سوريا والمنطقة".

وتابع بأنّ "أردوغان الحالم" حسب وصفه "سبق وأن كشف عن خريطة الدولة العثمانية التي تشمل مناطق من العراق وسوريا"، مبيناً أنه لا يُستبعد أن تكون التحرّكات الجديدة ودعم المجموعات المسلحة في سوريا خطوة أولى لعودة "الأمبراطورية العثمانية" أو بالأحرى "الامبراطورية الأردوغانية".

ويشير التميمي هنا إلى إعلان الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان، عن انتهاء معاهدة أوسلو الموقّعة بين العثمانيين والبريطانيين، "حيث مرّ (100 عام) على توقيعها، وصار من المحتمل أن حكومة أنقرة تريد إعادة إحياء امبراطوريتها من جديد".

فيما يشخّص الباحث منتظر الحسيني رسائل الإعلام التركي، والتي "تكشف عن موقف تركيا مما يجري في سوريا، وخصوصاً في دعم المجموعات المسلحة التابعة للمعارضة السورية" على حدّ قوله.

ويذكر الحسيني في حديثه لـ (كلمة) بأنّ "وسائل الإعلام التركية تدفع باتجاه بث إشاعات تراخي الوضع الأمني في سوريا" وذلك اعتماداً "على مصادر خاصّة بها".

وأضاف بأنّ "إعلام تركيا يصف الجيش السوري بأوصاف قريبة من مفهوم ومتبنيات المعارضة"، مبيناً أنّ "عبارات من قبيل (تقهقر قوات النظام، المعارضة السورية، سيطرة المعارضة، والجيش الوطني السوري) وغيرها يؤشّر لدينا أنّ تركيا تتعامل مع أحداث سوريا وفقاً لأجنداتها الخاصة وليس لما موجود على أرض الواقع".

وفي وقت سابق من يوم الجمعة الماضي، تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً، صورة ادعى ناشروها أنها توثق نقل تركيا دبابات ومدفعية وعربات عسكرية إلى سوريا لدعم مجموعات المعارضة السورية، في عمليتها الجارية ضد الجيش السوري في حلب.

كما تابع (كلمة) عن مدوّنين قولهم: إنّ "أردوغان المتسلّط على الحكم في تركيا، كشف في وقت سابق عن خريطة يروّج لها أنصار الإخوان المسلمين المؤيدين للحكومة الحالية، والتي تضم كل الدول التي كانت تحت الحكم العثماني، بالإضافة إلى اليونان وقبرص والقوقاز وأجزاء من روسيا ودول الخليج".

وتابعوا بأنّ "هذه الخريطة يُروج لها عل أنها النفوذ التركي الذي سيكون عليه عام (2050)، بشرط واحد فقط هو عدم المساس بإسرائيل" بحسب قولهم.

وفي تفحّص للتاريخ العثماني، فقد كانت مناطق سوريا التي تشهد حالياً الاشتباكات والمواجهات العسكرية بين المجموعات المسلحة والجيش السوري، تحت حكم الدول العثمانية.

وتمثل "حلب" ولاية عثمانية كانت تضم مناطق عدّة (بدءاً من معرة النعمان في الجنوب) شمالاً وصولاً إلى البستان ومرعش وغرباً بما يشمل لواء اسكندرون وصولاً إلى ولاية أضنة. وقد سلخت أغلب مناطق الولاية عن سوريا وضُمّت إلى تركيا في معاهدة لوزان.

كما تنظر صحف إيرانية عدّة مثل (خراسان) إلى أن "هناك لعبة تخوضها حكومة أنقرة للاستفادة من الأحداث الملتهبة الجارية في سوريا".

واتهمت الصحيفة تركيا ورئيسها أردوغان وقالت: إن "تركيا أيضًا دخلت إلى هذه اللعبة المعقدة ضد سوريا، وعنونت في صفحتها الأولى بالقول: "تحرير الشام.. لعبة نتنياهو وأردوغان الجديدة"، وادعت أن المجموعات المسلحة في هجومها الكبير على مواقع النظام استخدمت أسلحة ومعدات متطورة" ما يكشف عن تغيير في استراتيجية المواجهة ودعم خارجي محتمل.

كما اتهمت صحيفة (كيهان) الإيرانية أردوغان "بالتواطؤ مع نتنياهو لمحاربة بشار الأسد".

وادعت الصحيفة كذلك أن النظام السوري قد "امتص صدمة الهجوم، وبدأ بإرسال المعدات العسكرية الضخمة لمواجهة هجوم المسلحين في الشمال السوري".

وأعلنت المجموعات المسلحة التابعة للمعارضة سيطرتها على مدن عدة منها معرة النعمان، واستمرت في تقدمها نحو عمق ريف حماة المجاورة.



التعليقات