بتاريخ (15 تشرين الأول 2019)، أعلن رئيس تركيا رجب طيّب أردوغان، على هامش اجتماع القمة السابعة للمجلس التركي، عن إنشاء ما أسماها بـ "منطقة آمنة" في سوريا بطول (444 كيلومتراً) وعمق (32 كيلومتراً).
وجاءَ هذا الإعلان، بعد أن أطلقت القوات التركية قبله بــ (4 أيام) عملية عسكرية استهدفت وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا، ولكن ذلك تسبّب في هجرة الآلاف من المدنيين، حسبما أعلن في وقتها المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ولكنّ هذه المنطقة التي وصفها أردوغان بـ "الآمنة" وأصبحت "جحيماً" للعوائل السورية النازحة، لم تتحقّق على أرض الواقع، بيد أنّها ظلّت حلماً يدور في "رأس المعارضة السورية" وفقاً لما رصده موقع (كلمة) الإخباري.
تتبّع الموقع صوراً فوتوغرافية للمعارضة السورية وجماعاتها المسلّحة التي شنّت هجمات على الجيش السوري خلال الأيام الأربعة الماضية، وجاءت فور إعلان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان.
هذه الصور حملت في زوايا منها الرقم (444)، وأصبح أشبه برسائل "مشفّرة" إلى حد كبيرٍ بين "أطماع الجماعات المسلحة" و "أحلام تركيا المؤجّلة" في ضمّ مناطق سورية إلى أراضيها؛ كما فعلت من قبل أكثر من (100 عام).
وفي وقت لاحق من العام (2019)، صرّح وزير الخارجية التركي مولود جاويش عقب مؤتمر عقده مع نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، عن هذه المنطقة وكشف عن تفاصيلها.
وقال جاويش بعد اتفاقات عُقدت مع الجانب الأمريكي: إن "المهمة بالنسبة لتركيا إقامة منطقة آمنة بعمق (32 كيلومتراً) وبطول (444 كيلومتراً) حتى حدود العراق شرق نهر الفرات بسوريا".
ويتمثّل طول المسافة المعلنة من قبل تركيا آنذاك، بالحدود السورية التركية المتعرّجة، والذي يشمل (المالكية شمال شرق الحسكة، وحتى مدينة جرابلس شمال شرق حلب).
ولكن وفقاً للتطوّرات اللاحقة، فلم تفلح جهود تركيا في إنشاء مثل هذه المنطقة التي وضعت "فيها أحلامها المستقبلية وأجنداتها الخاصة في سوريا".
حيث "استعادت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مدينة رأس العين بالكامل وكذلك غالبية المناطق التي تقدّمت إليها القوات التركية والجماعات السورية الموالية لها" وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
كما يلفت محللون للشأن الإقليمي، إلى أن "العراق ليس ببعيد عن كل ما يجري الآن، حتى وإن كانت المقدّمات حصلت الآن في سوريا بتضاعف هجمات المسلّحين" ولكن تركيا حسب رأيهم "تنتظر نتائج دعمها للمسلحين في سوريا".
وتشهد مناطق واسعة من سوريا تطوّراً سريعاً في الأحداث، وفيما زعمت الجماعات المسلّحة سيطرتها على مناطق "إدلب وحماة"، نفت وكالة الأنباء السورية هذه المزاعم.
ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري (لم تسمّه) أنه "لا صحّة لما نشرته المعارضة المسلحة بشأن انسحاب الجيش السوري من المدينة"، وأشار إلى أن "الجيش يتمركز بمواقعه بالريف الشمالي والشرقي لمحافظة حماة، وأنه مستعد لصد أي هجوم".