الأربعاء 21 رَجب 1446هـ 22 يناير 2025
موقع كلمة الإخباري
لهذه الأسباب لن يتكرّر "سيناريو ٢٠١٤" في العراق
بغداد ـ كلمة الإخباري | سراج علي
2024 / 12 / 04
0

تأتي التحديات التي يواجهها العراق على المستوى الأمني لتتصدّر حديث الشارع، في ظلّ الظرف الصعب الذي تمر به شقيقته سوريا، واللذان تربطهما حدود مشتركة، سعت حكومة بغداد منذ سنوات إلى تحصينها؛ خشيةً من عودة ظهور العصابات الإرهابية، التي حقّق الانتصار عليها في العام (2017).

ويتزامنُ الحديث والتكهّنات باحتمالية العودة "المشؤومة" للإرهابيين، في الوقت الذي يستعدُّ العراق فيه لإحياء الذكرى السابعة للانتصار على داعش.

ولكن، تبقى الأمور في حالة من الشد والجذب، وفي الوقت الذي يحذّر فيه مراقبون من احتمالية كهذه، إلا أن آخرين أكّدوا على عدم تكرارها بنسبة كبيرة جداً، لأسباب عديدة يطرحها أنصار كل فريق.

يرى أنصار الفريق الأول الذي أشّر احتمالية حصول خروقات أمنية أو هجمات تطال مناطق من العراق قادمة من سوريا، أن "مثل هذا السيناريو ليس بعيداً على التحقّق نسبة لما حصلَ في أحداث العام (2014) وظهور حركة داعش الإرهابية".

ويرى الخبير الأمني جهاد علي أكبر أنّ في حديثه لـ (كلمة) أنّ "الأحداث الأمنية المضطربة في سوريا تأتي بعد مرور عقد كامل على ظهور عصابات داعش الإرهابية في كل من البلدين، والتي سبقها ظهور تنظيم القاعدة الإرهابي".

وقال: إنّ "احتلال داعش لمناطق من العراق لم يحصل إلا بعد استفحالها ورصّ صفوفها في سوريا، فهي تنشأ وتتحصّن في مهدٍ تنطلق منه لاحتلال منطقة مجاورة"، مبيناً أن "العراق هو الأقرب إلى سوريا في تجدّد مثل هذه التهديدات".

ولفتَ إلى أنّ "الجماعات المسلّحة في سوريا تحاول السيطرة بشكل متسارع على مناطق واسعة من البلاد؛ وإذا ما تم ردعها في مهدها الأول؛ فليس من المستبعد أنّ يتحوّل هجومهم إلى العراق؛ للحصول على مكان جديد لشنّ هجماتهم".

كما أشار إلى أنّ "الجماعات المسلّحة المتمثلة بتهيئة تحرير الشام ليست الوحيدة الآن في الساحة؛ وإن كان هي الظاهرة للعيان ويتم مواجهتها عسكرياً من قبل الجيش السوري، فهناك تنظيمات أخرى متحالفة معها، ناهيك عن خلايا داعش التي تتحيّن الفرص للظهور مرّة أخرى".

ويشاركه الرأي عدد من المراقبين بينهم يزن عمّار الذي ذكر لـ (كلمة) أنّ "هناك كما يبدو حالة من المخاض تسبق ولادة أي جماعة متطرفة أو إرهابية، فبعد القاعدة مباشرة وُلدت داعش، وربّما ستولد من جديد أو تحل محلّها جماعات جديدة".

وأضاف بأنّ "الدعم المقدّم لهذه الجماعات المسلّحة من الدول العظمى وخصوصاً إسرائيل وأمريكا، فلا نستبعد أن يعاد تكرار سيناريو (2014) من جديد، خصوصاً وأن هذه الجماعات تمثل أدواتٍ لدى تلك الدول التي تريد تنفيذ أجنداتها وخططها في تغيير الشرق الأوسط".

فيما يصف آخرون ما يجري الآن في سوريا بأنّه بحر متلاطم عمقه في سوريا وضفافه عند العراق. أي أنّ الأخير سيطاله شيء من الأعمال الإرهابية مهما كانت التحصينات الأمنية.

من جهته يؤكّد أنصار الفريق الآخر، استحالة إعادة سيناريو (2014) المتمثل بظهور عصابات داعش في العراق.

هؤلاء ومنهم الصحفي حيدر التميمي قال لـ (كلمة): إنّ "العراق أصبح أقوى من قبل بعد جهوده الأمنية وانتصاراته التي تحققت منذ العام (2017)".

ويتحدّث التميمي بتفاؤل رغم المجريات المتسارعة في سوريا وخطورة أحداث على العراق، بأنّ "البلد اتخذ مبكراً كل التحصينات الأمنية اللازمة لمواجهة أي خطر محتمل من خارج الحدود"، مضيفاً بأن "لا خطر يمكن أن يحصل من الداخل؛ بعد الضربات الأمنية والعمليات الاستباقية الموجعة التي نفذتها القطعات الأمنية بمختلف صنوفها تجاه الإرهابيين".

فيما تقول الصحفية رواء الكبّجي لـ (كلمة): إنّ "العراق أصبحَ منيعاً على أعدائه سواء أكان من الجماعات الإرهابية أو حتى من الدول التي لا تريد له الخير" بحسب قولها.

وتابعت بأنّ "قوّة العراق اليوم تكمن في ثلاثة حصون تمنع حصول وإعادة تكرار سيناريو (2014)، على رأسها مرجعية النجف وثقلها وجمهورها الملتف حولها، وثانياً الخبرة العسكرية والخطط الأمنية التي اتخذتها وزارتا الدفاع والداخلية، وثالثهما وهي القوّة التي تقف للذود عن البلد متمثلة بالحشد الشعبي".

وأكّد العراق على لسان رئيس الوزراء ومسؤولين أمنيين، بوجود القدرة الكاملة لمواجهة الأخطار الأمنية المحتملة، إضافة إلى تأكيد موقف الدعم للحكومة السورية؛ في حربها على العصابات الإرهابية.

وفور الأحداث التي حصلت في سوريا قبل (9 أيام) على الأقل، كثّف العراق من دفاعاته وتحصيناته على الحدود معها، إلى جانب إرسال ثلاثة ألوية من الجيش ولواءين تابعين للحشد الشعبي.

وشهدت سوريا موجة جديدة من عودة العمليات الإرهابية التي تخوضها جماعات مسلّحة تابعة لهيئة تحرير الشام، والتي اشتبكت في مناطق من البلاد مع الجيش السوري.



التعليقات