الأربعاء 21 رَجب 1446هـ 22 يناير 2025
موقع كلمة الإخباري
تحليل: هل أصبحت دمشق على مرمى الجماعات المسلّحة؟
بغداد ـ كلمة الإخباري | سراج علي
2024 / 12 / 07
0

وفقاً لما تصدّره ما يُعرف بـ "المعارضة السورية" والتي تحرّك الجماعات المسلحة ضد الجيش السوري في مناطق من البلاد؛ فإنّ دمشق ستصبح على مرمى من هذه الجماعات التابعة لما يسمى بـ "هيئة تحرير الشام"، في الوقت الذي ادّعت فيه أن عناصر تابعة للجيش السوري انسحبت من بلدات قريبة من المدينة.

وهذا المشهد الجديد، هو ما يصوغه الإعلام الغربي ومن بينه قنوات تابعة لإسرائيل وأخرى لتركيا في هذه الأوقات، فهل هي مجرّد إشاعات تبث أثناء الحرب، أم حقيقة كامنة على أرض الواقع.. وهل سيدخل الجولاني فعلاً دمشق؟

في تتبّع للأحداث الجارية، نتابع في "كلمة الإخباري"، ما تبثّه وسائل الإعلام الإسرائيلية والتركية إلى جانب وسائل الإعلام الغربية الناطقة باللغة العربية.

ويحمل تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأخير حول الشأن السوري، الكثير من الغموض، ولكنّه قد يشيرُ إلى النهاية التي ستكون عليها الحرب بين الجيش السوري والعصابات المسلحة المدعومة من ما تُعرف بـ "حكومة الإنقاذ السورية" المدعومة بدورها من قبل حكومة أنقرة.

أردوغان قال في خطاب ألقاه أمام حشد من الناس بينهم سوريون في مدينة عنتاب، اليوم السبت، أن "على الجميع أن يعي أن هناك واقعاً جديداً من الناحية السياسية والدبلوماسية".

كما شددّ بأن "سوريا ملك للسوريين بكل مكوناتهم العرقية والمذهبية والدينية".

وأردف: "مثلما نولي أهمية للطمأنينة في هطاي (التركية)، فإننا نتمنى أن تنعم حماة وحمص ودمشق والرقة وعين العرب أيضا بالأمان".

وبحسب المراقبين للأوضاع الجارية، فإنّ "تصريحاً مثل هذا يشير إلى التحوّل الذي تنتظر تركيا إحداثه في سوريا، لفتح خطوط جديدة مع الحكومة السورية التي تريدها أنقرة والدول الداعمة للفصائل المسلحة في سوريا".

وتابعوا بأنّ "حديث أردوغان عن واقع سياسي جديد يعني حكومة جديدة ورئيس جديد، أما الواقع الدبلوماسي فهو يعني فتح خطوط الاتصال والعلاقات على المستوى الخارجي معها".

وأشاروا إلى أن "أردوغان بدى متحمّساً للإدلاء بهذا الخطاب في ظلّ مساعي الجماعات المسلحة للوصول إلى مركز الحكم السوري في دمشق".

فيما أفادت قناة الجزيرة المؤيّدة لما تسمّى بـ "المعارضة السورية" بأنّ "خطاب أردوغان يأتي تزامناً مع إعلان قوات المعارضة أنها اقتربت من العاصمة دمشق وبدأت مرحلة تطويقها".

في حين نفى الجيش السوري سيطرة الجماعات المسلّحة على مناطق بريف دمشق ومحافظات قريبة منها.

كما أكّد وزير الداخلية السوري أن "هناك طوقاً أمنياً قوياً جداً على أطراف دمشق ولا يمكن لأحد كسره" على حدّ قوله.

فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم، على العكس تماماً وقال: إن "الجيش السوري أخلى بلدات تبعد (10 كيلومترات) عن دمشق من الجهة الجنوبية الغربية، وأخرى على بعد (25 كيلومترات) عنها.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: إن "قوات النظام انسحبت من بلدات بريف دمشق الجنوبي الغربي على بعد 10 كيلومترات من العاصمة دمشق والسيطرة عليها من قبل مقاتلين محليين"، مضيفا أن "القوات الحكومية أخلت كذلك فرع سعسع للمخابرات العسكرية" في ريف دمشق والذي يبعد حوالي (25 كيلومتراً) عن العاصمة".

كما نقلت الجزيرة عن مسؤولين أمنيين في العراق قوله: إنّ "ألفي جندي من الجيش السوري دخلوا الأراضي العراقية بمعدّاتهم الكاملة".

وفين حين نسبت عدّة وسائل إعلامية مثل هذه التصريحات للمتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي، فإنّ الأخير لم يصدر عنه بشكل رسمي.

كما أكد العوادي في وقت سابق أن "العراق يدعم وحدة الأراضي السورية ولا يسعى إلى التدخل عسكرياً".

وعلى الصعيد ذاته، يأتي موقف منظمة الأمم المتحدة متفقاً مع رؤية الجماعات المسلّحة التابعة للمعارضة السورية، حيث دعا المبعوث الأممي الخاص إلى البلاد، غير بيدرسون، إلى انتقال سياسي منظم، مؤكداً أن "الحاجة لهذا الانتقال لم تكن ملحّة بقدر ما هي عليه الآن".

وأوضح بيدرسون أن "الأحداث تتغير كل دقيقة"، مناشداً الأطراف السورية إلى "الهدوء وتجنب سفك الدماء وحماية المدنيين" ومطالباً في الوقت ذاته "بمحادثات سياسية فورية في جنيف لتطبيق القرار الدولي 2254". 



التعليقات