كشفت وزارة الخارجية الهندية اليوم الخميس عن سقوط 13 قتيلاً وإصابة 59 شخصاً آخرين في حادثة إطلاق نار اتهمت الجيش الباكستاني بتنفيذها، استهدفت المناطق الواقعة تحت السيطرة الهندية في إقليم جامو وكشمير المتنازع عليه.
وأوضحت الخارجية الهندية في بيانها الرسمي أن غالبية الضحايا ينتمون إلى بلدة بونش المحاذية لخط السيطرة الفاصل بين المنطقتين المتنازع عليهما، وفق ما أوردته صحيفة "تايمز أوف إينديا".
وأطلقت نيودلهي تحذيراً صارماً قائلة إن "أي تصعيد عسكري باكستاني سيواجه برد مماثل"، مؤكدة "جاهزيتها التامة للدفاع عن أراضيها وسيادتها الوطنية". كما أشارت الخارجية الهندية إلى أنها وضعت مجلس الأمن الدولي في صورة العمليات العسكرية في باكستان، مع تأكيدها على "عدم رغبتها في تصعيد الموقف".
يأتي ذلك في أعقاب عملية عسكرية أطلقتها الهند فجر الأربعاء تحت اسم "سِندور"، زعمت أنها استهدفت "منشآت إرهابية" داخل الأراضي الباكستانية والمناطق التي تسيطر عليها باكستان من إقليم جامو وكشمير، رداً على ما وصفته بـ"الأعمال الإرهابية" ضد أراضيها، حسب ما نقلته وكالة "آني" الهندية.
وفي خضم التوتر المتصاعد، كشف وزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار عن إجراء محادثات بين مستشاري الأمن القومي في البلدين، في محاولة للحد من التصعيد العسكري.
وكانت إسلام آباد قد وصفت العملية الهندية بأنها "انتهاك صارخ" يهدد الاستقرار والسيادة الباكستانية، بينما أكد رئيس الوزراء شهباز شريف على حق بلاده في الرد. من جهته، صرح المتحدث العسكري الباكستاني اللواء أحمد شريف تشودري بأن الهجمات الهندية تسببت في مقتل 31 مدنياً وإصابة 57 آخرين.
وتعود جذور التصعيد الحالي إلى هجوم مسلح وقع في 22 أبريل/نيسان الماضي في منطقة بهالغام بكشمير، أسفر عن مقتل 26 شخصاً وفق المصادر الهندية. وجهت نيودلهي أصابع الاتهام إلى إسلام آباد، التي نفت تورطها ودعت إلى تحقيق دولي.
تبنت جماعة تطلق على نفسها اسم "مقاومة كشمير" مسؤوليتها عن الهجوم، معللة ذلك برفضها لسياسات التوطين الهندية، في إشارة إلى استقدام قرابة 85 ألف شخص من خارج الإقليم، في خطوة تعتبرها محاولة لتغيير التركيبة الديموغرافية.
وردت الهند على الهجمات باتخاذ إجراءات سياسية واسعة شملت تعليق اتفاقية تقاسم مياه نهر السند، وإغلاق المعابر البرية مع باكستان، وخفض مستوى التمثيل الدبلوماسي، قبل أن تلجأ إلى الخيار العسكري.
وتشهد الحدود المتنازع عليها بين البلدين اشتباكات متكررة في ظل جمود المسار السياسي لحل النزاع المستمر في المنطقة منذ عقود.
المحرر: حسين صباح