يبدو تأثير سؤال واحد على روبوتات الدردشة المدعمة بالذكاء الاصطناعي ضئيلاً، لكن في الصورة الكبيرة، يمثل استهلاكها للطاقة تحدياً بيئياً متزايداً، تستهلك مراكز البيانات التي تستضيف نماذج الذكاء الاصطناعي كميات هائلة من الكهرباء والمياه العذبة، ما يدفع شركات الطاقة إلى اللجوء إلى مصادر الوقود الأحفوري. فمثلاً، ينتج عن كل 100 كلمة يولدها "شات جي بي تي" استهلاك كمية من الماء تعادل زجاجة واحدة تقريباً
ووفقاً لتقرير من صحيفة "واشنطن بوست"، تبلغ التكلفة الكربونية لسؤال نصي واحد لنموذج ذكاء اصطناعي غرامات من ثاني أكسيد الكربون، وهي نسبة صغيرة جداً من البصمة الكربونية السنوية للفرد الأمريكي العادي. ومع ذلك، تتراكم هذه التكاليف الصغيرة بشكل كبير عندما يغرق مليارات الأشخاص نماذج الذكاء الاصطناعي بطلبات النصوص والصور والفيديو. هذا الاستهلاك الهائل للطاقة والمياه يؤدي إلى إطالة عمر محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم وبناء محطات جديدة تعمل بالغاز الطبيعي.
ولا يعني هذا التجنب التام للذكاء الاصطناعي، بل يدعو الخبراء إلى التفكير في متى وكيف نستخدمه بفعالية. تنصح غودرون سوخر، أستاذة علوم الكمبيوتر بجامعة ميونيخ للعلوم التطبيقية، بـ"استخدام الذكاء الاصطناعي عندما يكون استخدامه منطقياً وليس في كل شيء".
للمهام البسيطة: للحصول على معلومات أساسية مثل ساعات عمل المتجر، يُفضل استخدام محرك بحث تقليدي أو الانتقال مباشرة إلى موقع ويب موثوق به. يستهلك بحث جوجل طاقة أقل بحوالي 10 مرات من سؤال "شات جي بي تي"، على الرغم من أن هذا قد يتغير مع تزايد اعتماد جوجل على الردود المدعمة بالذكاء الاصكناعي. يمكن للمستخدمين تجنب الملخصات التلقائية لنتائج بحث جوجل المدعومة بالذكاء الاصطناعي بالانتقال إلى علامة تبويب "الويب" أو بإضافة "-ai" إلى نهاية استعلام البحث.
للمهام المعقدة: عندما تكون المشكلة أكثر تعقيدًا وتتطلب تلخيصًا أو مراجعة أو ترجمة نص، يكون استخدام روبوت الدردشة المدعم بالذكاء الاصطناعي خيارًا مناسبًا. في بعض الحالات، قد يؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي إلى انبعاثات كربونية أقل من القيام بالمهمة يدويًا. يوضح بيل توملينسون، أستاذ علم المعلومات بجامعة كاليفورنيا في إيرفين، أن إنتاج صفحة نصية أو صورة في ثوانٍ بواسطة الذكاء الاصطناعي قد يكون أقل استهلاكًا للطاقة من قضاء ساعة في الكتابة أو الرسم الرقمي على جهاز الكمبيوتر المحمول.
يقر توملينسون بوجود أسباب أخرى لعدم الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الكتابة أو الرسم، مثل مخاوف الدقة والجودة، لكنه يرى أنه يمكن أن يقلل الانبعاثات إذا استخدم لتوفير الجهد ووقت استخدام الحاسوب المحمول.
المحرر: عمار الكاتب