البحث

كشفت دراسة حديثة أجراها مركز برشلونة للحوسبة، يوم الاثنين، أن الظواهر المناخية غير الاعتيادية تسبب ارتفاعات مباشرة قصيرة الأجل في أسعار المواد الغذائية الأساسية، مما يضطر بالأسر الفقيرة لتناول كميات أقل من الطعام.

وذكر المركز في تفصيلات تابعها كلمة الإخباري، أنه "دراسته هذه ربطت عشرات الظواهر المناخية المتطرفة بارتفاعات حادة في أسعار المواد الغذائية، وهو ما يبرز ضعف صمود النظم الغذائية أمام الصدمات البيئية".

فيما أفادت صحيفة (فاينانشيال تايمز) أن "عدداً من الدراسات الأخرى كشفت تأثير ارتفاع درجات الحرارة على المحاصيل ونقص الإمدادات الغذائية، وعلى التضخم العام في أسعار المواد الغذائية"، مبينة أن "الدراسة الجديدة تظهر أن بعض المواد الغذائية تشهد أيضاً زيادات حادة في أسعارها على المدى القصير، مما يُسهم في التضخم".

ووفقاً للصحيفة، "فقد ارتفع سعر زيت الزيتون في أوروبا بنسبة 50% العام الماضي إثر موجات جفاف طويلة في جنوب إسبانيا خلال عامي 2022 و2023. وفي الهند تسببت موجة الحر في مايو من العام الماضي، إلى ارتفاع أسعار البصل بنسبة 89%، في حين قفزت أسعار الكرنب في كوريا بنسبة 70% بعد تسجيل حرارة قياسية خلال الصيف".

أما في الولايات المتحدة "فقد زادت الخضراوات في أريزونا، بنسبة 80% في نوفمبر 2022 بعد موجات جفاف" وفقاً للصحيفة ذاتها.

كما نقلت عن الباحث الرئيسي في المركز ماكسيميليان كوتز قوله: إن "العديد من الظواهر الجوية أدت إلى هذه الزيادات في الأسعار، وكانت غير مسبوقة تماماً من منظور تاريخي".

وأشار إلى أن "درجات الحرارة كانت بعيدةً كل البعد عن النطاق الذي كنا نتوقعه في مناخ مستقر لم يكن ليتأثر بالانبعاثات البشرية"، لافتاً إلى أن "ارتفاع أسعار المواد الغذائية غالباً ما كان يتبع الظواهر الجوية المتطرفة ببضعة أشهر فقط بحسب الدراسة. وهو نمط حذّر الباحثون من أنه من المرجح أن يصبح أكثر شيوعاً مع تفاقم التغيرات المناخية".

وزاد كوتز بأن "الظواهر الجوية المتطرفة أصبحت بالفعل أكثر حدة وتواتراً مما كانت عليه قبل 30-40 عاماً، ونتوقع استمرار ذلك طالما استمرت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الارتفاع".

كما وأشارت الصحيفة إلى أن "تأثير ارتفاع أسعار المواد الغذائية يمتد حول العالم عبر التجارة. إذ قفز سعر الشوكولاتة في بريطانيا بعد ارتفاع أسعار الكاكاو بمقدار ثلاثة أضعاف بسبب الجفاف والحرارة الشديدة في غانا وساحل العاج".

وخلصت الدراسة إلى أنه "عندما ترتفع التكاليف تتناول الأسر الفقيرة كميات أقل من الطعام، كما يتأثر استهلاك الفاكهة والخضراوات على وجه الخصوص شدة بارتفاع أسعار المواد الغذائية".

المحرر: سراج علي