كشف نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الطاقة وزير النفط حيان عبدالغني السواد اليوم السبت عن استراتيجية متكاملة لتطوير قطاع الطاقة، تشمل استثمار كامل الغاز المصاحب قبل عام 2030 وزيادة حصة الطاقات المتجددة إلى 30% بحلول 2040.
وأكد السواد، خلال افتتاح منتدى بغداد الدولي للطاقة الذي يستمر ليومين برعاية رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أن "العراق يمضي بخطى واثقة نحو الريادة في قطاع الطاقة إقليمياً وعالمياً"، مشيراً إلى أن بلاده "تواصل أداء دورها بمسؤولية من خلال موقعها في منظمة أوبك وأوبك+".
وأوضح أن العراق، الذي يمتلك ثاني أكبر احتياطي نفطي في المنطقة واحتياطيات غازية كبيرة، "مؤهل ليكون مركزاً محورياً للطاقة العالمية وعنصراً فاعلاً في صياغة مستقبل سوق النفط والغاز".
وكشف الوزير عن عدد من المشاريع الاستراتيجية الكبرى، أبرزها مشروع الجنوب المتكامل مع شركة توتال إنرجي، والذي وصفه بأنه "أكبر مشروع استثماري متكامل حديثا"، ويتضمن تطوير حقول نفطية رئيسية، واستثمار الغاز المصاحب بسعة 600 مليون قدم مكعب يومياً، وإنشاء محطات للطاقة الشمسية بقدرة 1000 ميغاواط.
وأضاف أن وزارة النفط وقعت عقداً استراتيجياً مع شركة BP البريطانية لتطوير أربعة من حقول كركوك التاريخية في شمال البلاد، إلى جانب مشروع ماء البحر العملاق لمعالجة وضخ ما يصل إلى 5 ملايين برميل يومياً من المياه لأغراض الحقن النفطي.
وأكد السواد أن استثمار الغاز المصاحب "أولوية وطنية"، مشيراً إلى توسعة مشاريع شركة غاز البصرة ومشاريع أخرى في ميسان وذي قار وكركوك "بهدف استثمار كامل الغاز المحترق قبل حلول عام 2030"، مما سيوفر كلف الاستيراد ويقلل الانبعاثات الكربونية.
وفي مجال تصدير النفط الخام، أشار الوزير إلى العمل على تنويع خطوط التصدير عبر تعزيز طاقات موانئ البصرة وتطوير خط جيهان التركي، ودراسة خيارات جديدة عبر الأردن وسوريا وميناء الفاو الكبير.
وبشأن التزامات المناخ، أوضح السواد أن بلاده حددت هدفاً وطنياً بخفض الانبعاثات بنسبة 13% مشروطة بالدعم الدولي، وأن الحكومة تعمل على مشروع معيار البناء الأخضر العراقي وبدأت بدمج مشاريع الطاقة الشمسية والرياح في المنظومة الوطنية.
وختم الوزير قائلاً إن رؤية العراق المستقبلية تهدف إلى أن يكون "مركزاً عالمياً للطاقة يربط بين الشمال والجنوب"، مع تنويع مزيج الطاقة ليشمل 30% من المصادر المتجددة بحلول عام 2040، وتعزيز قطاع التصفية والبتروكيماويات "لتحقيق قيمة مضافة وتقليل الاعتماد على الاستيراد".
المحرر: حسين صباح