وصف وزير الري المصري الأسبق محمد نصر علام سياسات إثيوبيا في إدارة سد النهضة بـ"المهزلة الحقيقية"، محذراً من تداعيات كارثية على دول حوض النيل جراء استخدام أديس أبابا لمفيض الطوارئ دون مبررات فنية.
وكشف علام في تصريحات صحفية أن الإجراءات الإثيوبية الأخيرة "تنذر بكارثة مائية وشيكة"، مشيراً إلى أن استخدام مفيض الطوارئ يعد "خطأً فادحاً" لأنه مخصص فقط لحالات انهيار السد المحتمل وليس للاستخدام الروتيني.
وأوضح الوزير الأسبق أن "قرار أديس أبابا بتشغيل المفيض سيؤدي إلى إهدار كميات هائلة من المياه كان يمكن الاستفادة منها، وهو ما يكشف عن إدارة غير مهنية للمنشأة المائية الضخمة".
وحذّر علام من مخاطر فورية تهدد السودان، قائلاً: "ملء السد بالكامل دون ترك مساحة لمخزون الطوارئ يعرض الأراضي السودانية لخطر الغرق في حال حدوث فيضان عالٍ خلال الأسابيع المقبلة".
أما بالنسبة لمصر، فأكد علام أن "المخاطر ستظهر في فترات الجفاف المتوقعة بدءاً من العام المقبل"، مشيراً إلى أن سد أسوان العالي قادر حالياً على امتصاص أي فيضان، لكن التهديد الحقيقي سيكون مع انخفاض منسوب المياه.
وشدد على أن "التصرفات الإثيوبية تعكس سياسة أحادية في إدارة السد دون أدنى تنسيق مع دولتي المصب"، وهو ما يتعارض مع كل الأعراف والمواثيق الدولية المنظمة للأنهار المشتركة.
يذكر أن إثيوبيا أعلنت في يوليو الماضي اكتمال الملء الرابع للسد بسعة 70 مليار متر مكعب، رغم الاعتراضات المصرية والسودانية المتكررة على غياب اتفاق ثلاثي ملزم.
ويتوقع خبراء أن يتسبب السد في انخفاض حصة مصر السنوية من مياه النيل بنسبة 20% خلال سنوات الجفاف، مما يهدد الأمن الغذائي والمائي لأكثر من 100 مليون مصري يعتمدون على النيل كمصدر رئيسي للمياه.
المحرر: حسين صباح