كشفت دراسة طبية حديثة أن تنظيف الأسنان بالفرشاة مرتين يومياً رغم أهميته القصوى، قد لا يكفي وحده للقضاء على رائحة الفم الكريهة بشكل كامل، حيث تلعب البكتيريا المتواجدة على اللسان وبين الأسنان دوراً رئيسياً في إنتاج الروائح المزعجة.
وبحسب الدراسة التي نشرتها صحيفة "لايف ساينس" العلمية، فإن الكثيرين يعانون من مشكلة النفس الكريه رغم مواظبتهم على تنظيف أسنانهم بانتظام، وذلك لأسباب متعددة تتجاوز مجرد تنظيف الأسنان.
وأوضحت الدراسة أن من الأخطاء الشائعة إهمال استخدام خيط الأسنان، مما يؤدي إلى بقاء جزيئات الطعام عالقة بين الأسنان، لتتحلل لاحقاً وتتسبب بروائح كريهة، مشيرة إلى أن البكتيريا تنمو بكثافة على سطح اللسان وفي الجزء الخلفي من الحلق، وهي مناطق قد لا تصلها فرشاة الأسنان بفعالية.
وأشار الباحثون إلى أن هذه البكتيريا تنتج مركبات كبريتية متطايرة، وهي غازات معروفة برائحتها النفاذة والكريهة، كما أن جفاف الفم، الذي غالباً ما ينتج عن تناول بعض الأدوية أو التنفس من الفم أو الإفراط في تناول الكافيين، يقلل من إنتاج اللعاب الذي يعتبر "منظفاً طبيعياً أساسياً"، مما يسمح للبكتيريا المسببة للرائحة بالتكاثر.
ولفتت الدراسة إلى أن الخيارات الغذائية، مثل تناول الثوم والبصل والقهوة، يمكن أن تسبب روائح كريهة دائمة في النفس، لأن هذه الأطعمة تطلق مركبات ذات رائحة قوية تمتص في مجرى الدم وتُطرح مع الزفير، موضحة أن تدخين التبغ لا يقتصر تأثيره على ترك جزيئات عالقة فحسب، بل يساهم أيضاً في تجفيف الفم ويعزز نمو البكتيريا.
وحذرت الدراسة من أن بعض الحالات الطبية، مثل أمراض اللثة والتهابات الجيوب الأنفية والارتجاع المريئي وداء السكري، قد تسهم في ظهور رائحة الفم الكريهة المزمنة من خلال تكوين جيوب بكتيرية أو التسبب في روائح نفس محددة.
وقدم الباحثون عدة توصيات للتخفيف من هذه المشكلة، من بينها المضمضة بالماء الدافئ والملح لتقليل التهاب اللثة وتثبيط البكتيريا الضارة، مع التأكيد على أهمية استشارة المختصين في حال استمرار المشكلة لتحديد الأسباب الصحية الكامنة وتلقي العلاج المناسب.
وشددت الدراسة على أن نظافة الفم السليمة التي تتجاوز تنظيف الأسنان بالفرشاة، مثل استخدام خيط الأسنان وتنظيف اللسان، تعد ضرورية للحصول على نفس منعش، مؤكدة أن إدراك الأسباب ومعالجتها يحسن بشكل ملحوظ من رائحة وصحة الفم بشكل عام.
المحرر: أزهر خميس