الأربعاء 31 ربيع الأول 144هـ 24 سبتمبر 2025
موقع كلمة الإخباري
صحيفة سعودية: الصدر يعيد خلط أوراق المشهد السياسي بمقاطعة الانتخابات
متابعة - كلمة الإخباري
2025 / 09 / 24
0

كشفت صحيفة الشرق الأوسط السعودية، اليوم الأربعاء، أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أعاد خلط أوراق المشهد السياسي العراقي بتأكيده مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة، في وقت تشهد فيه القوى الشيعية انقساماً غير مسبوق، على حد تعبيرها.

وذكرت الصحيفة في تقرير لها تابعه كلمة الإخباري أن "الصدر اشترط لعودته إلى الانتخابات إزالة الوجوه الحالية وإصلاحاً جذرياً شاملاً"، مشيرة إلى أن "القوى الشيعية تواجه مرحلة غير مسبوقة من الانقسام، وسط خشية من فقدان موقعها المهيمن، خصوصاً في بغداد".

وأوضحت الصحيفة أن "الصدر أكد في بيان اعتبر بمثابة إعلان نهائي، أن ثمن أي عودة إلى الانتخابات هو إزالة الجميع، في إشارة إلى الإطاحة الكاملة بالطبقة السياسية الحالية".

ونقل التقرير عن بيان الصدر أنه "رغم حدة موقفه، فقد لمح إلى أن مقاطعة التيار ليست نهائية مبدئياً، بل مشروطة بما وصفه بالإصلاح الحقيقي، وتغيير الوجوه، والعقليات"، مضيفاً أن "البديل هو الإصلاح الشامل، بلا تدخلات خارجية".

وأشارت الصحيفة إلى أن "الصدر كان قد أعلن منذ مارس الماضي عدم خوض الانتخابات، متهماً القوى السياسية بالفساد، والتبعية، وهو موقف يتماشى مع قراره عام 2022 بالانسحاب من البرلمان، وسحب نواب كتلته الـ73، رغم فوزه آنذاك بأكبر عدد من المقاعد في انتخابات أكتوبر 2021".

وبحسب التقرير فإن "بيان الصدر الأخير أطاح بآمال القوى الشيعية التي كانت تراهن على عودة التيار، أو دعمه الضمني لقوائم أو تحالفات معينة، ما أربك كلاً من الداعمين المحتملين لموقف الصدر، والمتخوفين من تحركاته المقبلة، لا سيما في ظل تصاعد التنافس الداخلي، وتضاؤل فرص التوافق داخل الإطار التنسيقي".

وأوضحت الصحيفة أن "التحديات الانتخابية تبدو أكثر تعقيداً في بغداد، حيث يشتد التنافس بين كبار الشخصيات الشيعية من جهة، والقوى السنية الصاعدة من جهة أخرى، بقيادة رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي، الذي يدخل السباق برقم انتخابي واحد في العاصمة، منافساً لزعماء شيعة بارزين، مثل نوري المالكي، ومحمد شياع السوداني، ونعيم العبودي، وبهاء الأعرجي المتحالف مع السوداني".

وذكرت الصحيفة أن "هذا المشهد يعكس خشية متزايدة من خسارة القوى الشيعية لعدد من مقاعد بغداد لصالح قوى سنية، في ظل انقسامهم الحاد، وغياب التيار الصدري".

وفيما يتعلق برئيس الوزراء الحالي، أفادت الصحيفة بأن "محمد شياع السوداني، الذي يسعى للحصول على ولاية ثانية، شكل ائتلافاً لمحاولة فرض نفسه على أنه رقم واحد ليس فقط في بغداد، بل على المستوى الوطني".

وأضافت أن "طموح السوداني يصطدم بصراعات داخلية، أبرزها التنافس مع نوري المالكي، وكذلك غياب غطاء سياسي موحد، في ظل احتمالية تفكك الإطار التنسيقي، وتحوله إلى تكتل هش".

ولفتت الصحيفة إلى أن "القوى الشيعية غالباً ما كانت تعتمد تكتيك التفكك والانقسام قبل الانتخابات بهدف جمع أكبر عدد من المقاعد، ثم العودة بتحالف يجمعها بعد إعلان النتائج لتشكيل أكبر كتلة".

ونقلت الشرق الأوسط عن مراقبين قولهم إن "التنسيقي، وهو المظلة التي كانت تجمع معظم القوى السياسية الشيعية بعد انسحاب التيار الصدري، عاجز عن صياغة رؤية موحدة، أو مواجهة التحديات المقبلة، خصوصاً مع التراجع الكبير في الثقة الشعبية، وضعف التماسك الداخلي، وفقدان الغطاء المرجعي".

وخلصت الصحيفة إلى أن "الصدر يجد نفسه في منأى عن هذه الضغوط، بعدما اختار المقاطعة، وهاجم مجدداً السلاح المنفلت والهيمنة الخارجية، معتبراً أن البديل الوحيد هو إصلاح جذري يطيح بالطبقة الحاكمة بالكامل".

المحرر: حسين صباح



التعليقات