تدفق آلاف الفلسطينيين اليوم السبت نحو شمال قطاع غزة، سيراً على الأقدام أو باستخدام المركبات، في محاولة للعودة إلى منازلهم التي تعرضت للتدمير والخراب.
ويأتي هذا التحرك في ظل استمرار وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس"، والذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي بوساطة أمريكية.
وبموجب المرحلة الأولى من الاتفاق، انسحبت القوات الإسرائيلية من المناطق الحضرية الرئيسية، رغم أنها لا تزال تسيطر على ما يقرب من نصف القطاع، وقد أنهت هذه الحرب التي استمرت لعامين وأسفرت عن سقوط عشرات الآلاف من الضحايا وتحويل أجزاء شاسعة من غزة إلى أنقاض.
وعبرت المواطنة نبيلة بصل، التي كانت تسير مع ابنتها، عن مشاعرها قائلة: "الشعور لا يوصف، الحمد والشكر لله... إن شاء الله تكون آخر معاناة إلنا... إحنا مبسوطين عهد الله كتير كتير إنها وقفت ها الحرب وخلصت المعاناة"، وكشفت أن ابنتها أصيبت في رأسها جراء القتال.
وبعد إعادة الانتشار الإسرائيلي، بدأ العد التنازلي لإفراج "حماس" عن الرهائن خلال 72 ساعة. وأعرب هاجاي أنجريست، والد أحد الرهائن، عن مشاعره قائلاً: "نحن متحمسون للغاية، ننتظر ابننا وجميع الرهائن وعددهم 48... نحن في انتظار المكالمة الهاتفية".
ويُعتقد أن 20 من أصل 48 رهينة لا يزالون على قيد الحياة، بينما تعتقد السلطات الإسرائيلية أن 26 رهينة لقوا حتفهم، ولا يزال مصير اثنين مجهولاً.
وبموجب الاتفاق، ستفرج إسرائيل عن 250 معتقلاً فلسطينياً محكوماً عليهم بعقوبات طويلة، بالإضافة إلى 1700 معتقل تم احتجازهم خلال الحرب. كما ينص الاتفاق على دخول مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية إلى غزة يومياً.
ولا تزال التساؤلات قائمة حول ما إذا كان هذا الاتفاق، الذي يمثل أكبر خطوة نحو إنهاء الحرب، سيفضي إلى سلام دائم بموجب خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المكونة من 20 نقطة.
ولم يتم بعد الاتفاق على نقاط جوهرية، بما في ذلك إدارة قطاع غزة بعد الحرب ومصير حركة "حماس" التي ترفض نزع سلاحها.
وأعرب ترامب عن ثقته في صمود وقف إطلاق النار، قائلاً: "القتال أنهك الجميع". كما أشار إلى وجود "توافق" بشأن الخطوات المقبلة، مع الإقرار بأن بعض التفاصيل لا تزال بحاجة إلى حل.
المحرر: عمار الكاتب