قال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، اليوم الثلاثاء، إن بريطانيا يمكن أن تضطلع بدور محوري في المساعدة على نزع سلاح حركة حماس في قطاع غزة، معتمداً على تجربتها السابقة في تشجيع الجماعات المسلحة في أيرلندا الشمالية على التخلي عن السلاح.
وأكد ستارمر أمام البرلمان أن نزع سلاح القطاع أمر حيوي لاستدامة أي وقف لإطلاق نار بين إسرائيل وحماس، مشيراً إلى أن هذه هي المرحلة الأولى في إطار عمل للسلام يتألف من 20 نقطة وضعه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.
ويجري الاستشهاد بحالة أيرلندا الشمالية، حيث أُبرم اتفاق الجمعة العظيمة عام 1998 الذي أنهى ثلاثة عقود من العنف الطائفي، كنموذج مستقبلي محتمل لغزة، على الرغم من عدم وجود خطة شاملة حالياً.
وجوناثان باول، مستشار الأمن القومي لستارمر والمهندس الرئيسي لاتفاق الجمعة العظيمة، يعمل حالياً على هذا الملف، وقد تواجد في مصر الأسبوع الماضي وخلال القمة الدولية الأخيرة بشأن غزة.
وأعرب ستارمر عن استعداد بريطانيا للمساعدة في عملية نزع السلاح بناءً على هذه الخبرة، مُقرًا بصعوبة المهمة بقوله: "كان الأمر صعبًا في أيرلندا الشمالية فيما يتعلق بالجيش الجمهوري الأيرلندي، لكنه كان حيويًا."
يذكر أن الجيش الجمهوري الأيرلندي، الذي سعى لتوحيد أيرلندا، أعلن عام 2005 عن إنهاء كفاحه المسلح رسمياً ووافق على إخراج أسلحته من الخدمة بإشراف مراقبين مستقلين.
وقد شمل اتفاق السلام في أيرلندا الشمالية إصلاحات واسعة من الشرطة والإفراج عن السجناء إلى نزع سلاح الجماعات شبه العسكرية.
الفارق الجوهري، كما أشار النص، هو أن الجيش الجمهوري الأيرلندي لم يحكم أيرلندا الشمالية قط، على عكس حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007 وتشرف على جميع جوانب الحياة العامة.
وشدد المسؤولون الإسرائيليون على أن أي تسوية نهائية يجب أن تتضمن نزع سلاح حماس على نحو دائم، وفي الإطار الأمريكي، اقترح ترامب إنشاء "مجلس سلام" للإشراف على حكم غزة، وكان قد طرح في البداية اسم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير للانضمام إلى هذا المجلس، لكنه علق يوم الأحد على أن هذا الخيار بحاجة إلى أن يكون "مقبولاً للجميع".
المحرر: عمار الكاتب