أفادت صحيفة الغارديان، في مقال لأستاذ العلاقات الدولية الفخري راجان مينون، بأن الانفراجة الأولية المتمثلة في تطبيق بعض بنود خطة السلام للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في غزة مثل تبادل الأسرى وتدفق المساعدات والانسحاب الإسرائيلي الجزئي تخفي وراءها مشكلات جوهرية تهدد بنسف الخطة بالكامل.
وتتمحور المعضلة الأولى حول الانسحاب الإسرائيلي، فبالرغم من بدء المرحلة الأولى، لا تزال إسرائيل تسيطر على أكثر من نصف قطاع غزة، بما في ذلك ممر فيلادلفيا الحدودي مع مصر، وهو ما ترفضه حركة حماس وتطالب بالانسحاب الكامل.
وتنتقد الصحيفة الخطة لعدم تحديدها جدولاً زمنياً واضحاً أو آلية لمراقبة تنفيذ مراحل الانسحاب التدريجي البالغة 20 نقطة، مما يفتح الباب أمام تعطيل إسرائيلي محتمل.
وتدرك حماس، التي قبلت بتنازلات سابقة برفضها أي وجود إسرائيلي، ضعف ثقتها في التزام الولايات المتحدة بدور الضامن، خاصة بعد تجاهل واشنطن لانتهاكات إسرائيلية سابقة لاتفاقيات ونداءات ترامب للتهدئة.
أما المعضلة الثانية و"الأخطر" فهي مسألة نزع سلاح حماس. فالخطة، التي تطالب الحركة بتسليم أسلحتها وتدمير الأنفاق ومنشآت التصنيع، خالية كلياً من أي آليات للرقابة والتحقق من التنفيذ.
وتشير الغارديان إلى أن هذا الفراغ قد يصبح ذريعة لإسرائيل لتأخير انسحابها بحجة عدم التزام حماس، مما يبقي احتمالات التصعيد عالية.
وتزداد الأمور تعقيداً مع تأكيد السفير الإسرائيلي في واشنطن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن القوات الإسرائيلية ستبقى في غزة حتى يتم نزع سلاح حماس بالكامل، في حين ترفض حماس هذا الشرط بشكل قاطع وتؤكد أنه "خارج نطاق التفاوض".
إضافة إلى ذلك، تثير البنود المتعلقة بـ قوة الاستقرار الدولية التي من المفترض أن تتولى الأمن بعد الانسحاب شكوكاً جدية، لغياب التفاصيل حول حجم هذه القوة وطبيعة مهامها والدول المشاركة فيها، مما يضعف الثقة في قدرتها على الصمود أمام أي تدخل إسرائيلي.
وتخلص الغارديان إلى أن أساس وقف إطلاق النار الحالي "هش"، وإذا انهار، فإن الأجزاء المتبقية من خطة ترامب - مثل استمرار تدفق المساعدات، ونشر قوات حفظ السلام، وإنشاء نظام حكم ما بعد الحرب، وإعادة الإعمار - ستكون مجرد "أمنيات غير قابلة للتحقق"، ويبقى "شبح الحرب ماثلاً في الأفق".
المحرر: عمار الكاتب