أثارت صور حديثة التقطتها الأقمار الاصطناعية، ونشرها "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS)" في واشنطن يوم الثلاثاء، تساؤلات جدية حول النوايا النووية الإيرانية، وذلك بعد عام من توقف المفاوضات مع الغرب.
وتُظهر الصور عمليات بناء وتحصين واسعة النطاق في منشأة "جبل المنجم"، الواقعة جنوبي منشأة نطنز النووية الرئيسية. وبحسب تقرير المركز، تشير هذه الأنشطة إلى حفر وبناء مكثف داخل الجبل، ويُعتقد أن الهدف من ذلك هو نقل الأنشطة الحساسة لتخصيب اليورانيوم إلى موقع أكثر حصانة، ليكون من الصعب استهدافه بأي ضربة جوية محتملة من الولايات المتحدة أو إسرائيل.
ويتزامن هذا التطور مع مؤشرات متزايدة على انهيار التفاهمات غير الرسمية بين واشنطن وطهران بشأن حدود التخصيب النووي، بالإضافة إلى تصاعد التوترات الإقليمية في مناطق مثل الخليج ولبنان والبحر الأحمر، مما يزيد من تعقيد الملف النووي الإيراني.
ويرى الخبراء أن إقامة منشأة بهذا الحجم في عمق الجبال يمثل تحولاً في الاستراتيجية النووية الإيرانية، من "برنامج يخضع للمراقبة" إلى "برنامج محصّن". ويشيرون إلى أن طهران تعمل على تغيير قواعد الردع الإقليمي من خلال خلق بيئة يصبح فيها تعطيل منشآتها أو إخضاعها للرقابة الدولية أمراً بالغ الصعوبة.
المحرر: عمار الكاتب