الخميس 22 رَجب 1446هـ 23 يناير 2025
موقع كلمة الإخباري
ذريعة الكيماوي أسقطت صدام.. فلماذا صمد الأسد؟
سامان داود
تتصاعد هذه الايام حملة التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة، لإسقاط الأسد، ولكن صموده المدعوم بتحالف روسي صيني، مكنه من البقاء حتى اللحظة، فتخيل حجم القوة التي تجعل الأسد أسدآ مقابل تقلص قوة المعارضة السورية بشكل كبير والقوات الكردية شمالا بالرغم من الدعم الغربي، ما جعلهم يفكرون بالعودة إلى حضن سوريا بقيادة الأسد، خصوصا بعد خسارته لعفرين.
الأسد لعب على وتر العداء القديم بين الشيوعيين والغرب، فسلم كل شيء داخل سوريا الى روسيا، محرجا بذلك الأمريكان الذين يتمتعون بنفوذ في دول لها حدود مشتركة مع سوريا، وهي كل من تركيا والعراق والسعودية والأردن ولبنان، فضلا عن ساحل البحر المتوسط الذي يمثل بالنسبة لروسيا نقطة في بحر أمريكي، وأن هذه النقطة كبرت من خلال توسيع ايران لنفوذها في المنطقة لأن الأخيرة سلاح روسي قوي حاله حال تركيا والسعودية أميركيا، كما أن روسيا كسبت طرفا آخر وهو قطر
كثير من المراقبين يشبهون الحالة التي وصل اليها الأسد، بحالة صدام في العراق قبل إسقاطه من قبل القوات الأمريكية في 2003، الا أن صدام يختلف كثيرا عن الأسد، فالاول رفض كل الوسطاء، ورفض أي تعويض لبقائه حتى، ولم يملك صداقة مع أية دولة كبرى، ولم يمنح روسيا والصين امتيازات معينة، أو يبرم معهما اتفاقيات النفط، وهذا يعود الى حالة الحصار الدولي الذي كان العراق يرزح تحت طائلته، لذا لم يظهر الروس والصينيون حماسة تذكر لعدم سقوطه، خصوصا وأن العراق محل أطماع الجميع، إذ أن روسيا استفادت من العراق حاليا أكثر من زمن نظام صدام حسين، لذا لم تستخدم روسيا الفيتو كما استخدمته اليوم لصالح بشار الأسد.
بشار الاسد سلم الاراضي السورية، وفوض الشعب السوري، الى روسيا و هي مرخصة بعمل اي شيء تراه مناسبا لبقاء بشار الأسد، حتى لو كان كل الشعب السوري ضحية لذلك، أما صدام حسين فلم يضحّ بشعبه من أجل مطامع دول كبرى، إنما ضحى به من أجل بقائه في السلطة فقط، كما ان بشارا جعل الشعب السوري رهن إشارة الروس لاي عمل كان، ولا نعلم ما هي الأعمال الروسية هناك، فيما لم يمنح صدام حسين ذلك الحق لأي دولة كانت.
التشابه الوحيد بين صدام حسين وبشار الأسد هو الحجة الأمريكية لإسقاطهما، وهي الأسلحة الكيماوية، والتي أسقطت صدام حسين فيما تستغل نفس الحجة ضد الأسد.
التعليقات