وجّه المسؤول العسكري لكتائب «حزب الله» في العراق، أبو علي العسكري، دعوات للضغط على المصالح الأمريكية في العراق، وخصوصاً ما وصفها المنظمات «المتسترة بالغطاء المدني» ودعا، إلى استنساخ العمليات المشتركة بين فصائل «المقاومة الإسلامية» العراقية و«الحوثيين» في اليمن، في ساحات أخرى.
وذكر في «تدوينة» له قائلاً: «نحن على أعتاب شهر محرم، شهر الشهادة والثورة والمقاومة نقف فيه عند قيم الحسين (ع) مؤمنين أن (كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء) محملين بمسؤولية الموقف الحسيني الرافض للظلم وأدواته في كل زمان وجغرافيا، مستعصمين بطهر الثورة، ناظرين إلى ميدان كربلاء موجوداً في كل يوم، وهو تصدي الإسلام للكفر والمنافقين».
وأشار إلى أن «قرار تنسيقية المقاومة العراقية برفض مد أنبوب البصرة – العقبة الذي سيخدم دول التطبيع والكيان، ينبغي تحويله إلى مصداق عملي سواء في الفعاليات الشعبية أو مواقف النواب المخلصين لإجهاض هذا المشروع الخبيث».
ويواجه هذا المشروع العراقي، جمّلة اعتراضات شيعية ترى فيه مدخلاً للتطبيع مع سلطات الاحتلال، وإنه «يصب في صالح العدو» خلافاً للموقف الحكومي الرسمي الذي يعدّه مصدراً مهماً للاقتصاد العراقي.
العسكري مضى يقول: «نحن مقبلون على أيام عاشوراء أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) نجد أن الشروع بالضغط على المصالح الأمريكية ـ بالخصوص بعض المنظمات المتسترة بالغطاء المدني، وحقيقة أمرها أنها مقرات تجسسية أو متخصصة بإشاعة الشذوذ والانحرافات في مجتمعنا ـ يضمن رضا الباري، والخير الكثير، وإثبات عملي لمفهوم الولاء والبراءة من الطواغيت والظالمين، ويحدد في أي معسكر يجب أن نكون».
كما أشار إلى أن «العمليات المشتركة بين المقاومة الإسلامية في العراق، والقوات المسلحة اليمنية الباسلة، دليل على التطور الكبير لمحور الخير، ونتطلع لزيادة وتيرتها واستنساخها في ساحات أخرى». في الأثناء، أطلقت «هيئة الحشد الشعبي» شعار «كربلاء طريق الأقصى» إيذاناً ببدء شهر محرم، وإحياء ملحمة غزة المناضلة الصامدة.
بيان لإعلام «الحشد» قال: «نجدد العهد مع سيد الشهداء والأحرار في العالم بحلول عاشورائه العظيمة، وتلك الدماء الزاكيات التي سقطت على أرض الطف وكل من لحق بركب الحسين من ساعة الواقعة حتى قيام الساعة، لا سيما شهداءنا القادة وشهداء المقاومة وكل الذين استبسلوا للدفاع عن الحق ودرءا للباطل».
وزاد: «إننا سيدي يا حسين نخوض معركة ممتدة وشديدة قرابة العام على طريق الأقصى، مستلهمين درس الفداء من كربلاء، لذا بإيمان راسخ وعزيمة دامغة نرفع شعار (كربلاء طريق الأقصى) لإحياء ملحمة غزة المناضلة الصامدة، التي أحرقت الخيام فيها على أطفالها ونسائها وتقطعت أوصال رجالها صمودًا وإباء، وهب الأنصار من مختلف محور المقاومة مدافعين». في موازاة ذلك، التقى سفير جمهورية العراق لدى مصر، ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، قحطان طه خلف، بمساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية لشؤون فلسطين السفير سعيد أبو علي، في مكتبه في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة.
وحسب بيان مقتضب للخارجية العراقية، فإن اللقاء شهد «بحث عدد من الملفات المتعلقة بعمل جامعة الدول العربية، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا العربية والإقليمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المحورية للعرب».
والخميس، اتخذّت جامعة الدول العربية جمّلة قرارات حاسمة ضد إسرائيل.
وقال سفير فلسطين والمندوب الدائم لجامعة الدول العربية مهند العكلوك، لوكالة الأنباء العراقية الرسمية، بعد انتهاء الجلسة الطارئة التي عقدت في مقر الجامعة العربية، إن «مجلس الجامعة أصدر قراراً مهماً وفي انتظار تنفيذه» مبينا أن «هذا القرار ينشئ آلية لقرارات القمة العربية الأخيرة الدورة الـ33 التي عقدت في البحرين من خلال تكليف الأمانة العامة بالتنسيق مع الدول العربية لتنفيذ خمس نقاط مهمة من قرارات القمة العربية».
وأضاف أن «النقاط الخمسة تتضمن إدراج 60 كياناً ومنظمة صهيونية إرهابية متطرفة على قوائم الإرهاب الوطنية العربية، والإعلان عن 22 شخصية صهيونية من الشخصيات المحرضة على الإبادة الجماعية بقائمة العار، وذلك باتخاذ الإجراءات القانونية ضدها يرأسها رئيس حكومة الاحتلال ووزراؤه الإرهابيون، فضلا عن مقاطعة 97 شركة تعمل بالمستوطنات كجملة واحدة، وكذلك دعوة الدول العربية بالانضمام الى دعوة جنوب أفريقيا بخصوص جريمة الإبادة الجماعية، وإحالة الجرائم الصهيونية إلى المحكمة الجنائية الدولية».
ولفت إلى إن «هناك نقطة مهمة والتي أقرها المجلس تتمثل باستنكار قيام بريطانيا بتعطيل مجرى العدالة الدولية وإبطاء إنصاف ضحايا وتشجيع الجاني على الإفلات من العقاب، من خلال تقديم بريطانيا سؤالاً الى المحكمة الجنائية الدولية يبطئ عملها حول الولاية القضائية للمحكمة على حملة جنسية الكيان الصهيوني».
وحسب العكلوك، فإن «رئاسة الجامعة ذكرت نقطة أخرى في غاية الأهمية وهي البدء بعملية تجميد مشاركة الكيان الصهيوني في الجمعية العامة للأمم المتحدة من خلال قرار الجامعة بتكليف المجموعة العربية في نيويورك بوضع الخطوات المناسبة التي نسير وفقها بتجميد مشاركة الكيان الصهيوني بالجمعية العامة للأمم المتحدة، كونها تهدد السلم والأمن الدوليين وتنتهك ميثاق الأمم المتحدة، الى جانب عدم إيفائها بشروط عضويتها في الأمم المتحدة».