الأربعاء 21 رَجب 1446هـ 22 يناير 2025
موقع كلمة الإخباري
إسلام أباد لا تحرّك ساكناً.. هجوم باراجنار يكشف المخطط الإرهابي لاستهداف الشيعة
بغداد ـ كلمة الإخباري
2024 / 11 / 23
0

أسهمَ الوضع الأمني المتراخي في أفغانستان واحتضان حركة طالبان الماسكة للحكم في البلاد للحركات الإرهابية، في تحوّل الحدود الأفغانية المطلّة على باكستان إلى "شبه خاصرة" لتفريخ "حركات وجماعات متطرّفة" لشنَّ هجماتها الإرهابية بحق المدنيين الأبرياء.

حيث تواصل حركة "طالبان باكستان" شنّ هجمات على المدنيين "الشيعة" في مدينة (باراجنار) وآخرها ما حصل أول أمس الخميس.

وتحوّل هذا اليوم إلى مأساة دامية على أهالي المدينة، التي تواجه منذ سنوات طويلة خطراً كبيراً، في ظل تقاعس السلطات الباكستانية عن ردّ هذا الخطر.

الهجوم الإرهابي الذي استهدف حافلة تقلّ مواطنين من المدينة، وأسفر عن مقتل نحو (52 شخصاً) وإصابة آخرين، دانه مكتب المرجع الديني السيد علي السيستاني، وكذلك مكتب المرجع الشيخ بشير النجفي في محافظة النجف.

وأعلنَ مكتب المرجع السيستاني في بيان له تلقاه (كلمة) الإخباري أنّ "الحوزة العلمية في النجف الأشرف، ومرجعية الشيعة العليا، تدينان هذه الجريمة المروعة التي تستهدف وحدة المسلمين"، كما دعا الحكومة الباكستانية إلى "ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لدعم الشعب في مواجهة ظلم الجماعات الإرهابية وجرائمها".

وتستهدفُ حركة "طالبان باكستان" بالدرجة الأولى أبناء المكوّن الشيعي، وخصوصاً في مدينة "باراجنار" المنكوبة، التي تعدّ الأقرب لها لتنفيذ هجماتها المستمرة، وإرسال رسائل التهديد من خلالها إلى حكومة إسلام أباد.

وتمثّل مثل هذه الهجمات المتكرّرة، اندلاع حرب طائفية ستستمر على المدى البعيد، إن لم تحرّك الحكومة ساكناً وتوقف نزيف الدم لمواطنيها الأبرياء.

ولم يكن هجوم يوم الجمعة على الشيعة في باراجنار بالجديد، حيث سبق أن نفذت الحركات الإرهابية ومنها "طالبان باكستان" هجمات دموية ضدهم.

وشهد مطلع العام الجاري هجمات إرهابية، ومن ثم في الشهرين الخامس والسادس الماضيين والتي استهدفت مواطنين ومعلمين ومزارعين شيعة، وهو ما يؤكّد خطورة ما يتعرّض له المدنيون بسبب عدم الوقوف بوجه الحركات الإرهابية وردعها والقضاء عليها.

وتشيرُ أصابع الاتهام في كلّ مرّة إلى حركة "طالبان باكستان" حتى لو لم تعلن مسؤوليتها عن الهجمات، حيث تتبع بالدرجة الأولى عصابات "القاعدة" التي بنت معتقداتها على قتل الشيعة بالدرجة الأولى باعتبارهم "كفاراً يستوجب قتلهم".

ويؤكّد مراقبون وأهالي مدينة باراجنار أن "القوات الأمنية تغض النظر عن الجرائم التي يرتكبها الإرهابيون"، فيما أشار آخرون إلى "وجود تواطؤ بين القوات الأمنية والجماعات الإرهابية لتنفيذ هذا المخطط المشبوه". وفقاً لما تابعه (كلمة) الإخباري.

ومما يزيد من احتمالية حدوث المزيد من هذه الهجمات الدموية، صمت الحكومة الباكستانية وعدم تحرّكها للقضاء على الإرهابيين وتقديم الجُناة للعدالة.

منظمات حقوقية عديدة، من جهتها أدانت الهجمات المتلاحقة بحق الأبرياء في باراجنار، وشدّدت "على ضرورة قيام الحكومة الباكستانية بتحمل مسؤولياتها في حماية مواطنيها من العنف والتمييز الديني".



التعليقات