وجه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ردا شديد اللهجة على خلفية تصريح للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قائلا: "من الوقاحة أن تعظوا الإيرانيين وتطالبوهم بأن يتخلوا عن امتلاك الأسلحة النووية".
وقال عراقجي عبر حسابه على منصة "X": "من الوقاحة أن نقول إن على الإيرانيين أن يوضحوا مرة واحدة وإلى الأبد أنهم سوف يتخلون عن امتلاك الأسلحة النووية. إن التزام إيران الطويل الأمد بنظام منع الانتشار النووي العالمي واضح للجميع".
وأضاف أن "إيران وقعت في عام 1968 معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية (NPT) كأحد الأعضاء المؤسسين"، مشيرا إلى فتوى المرشد الأعلى لإيران، قائلا: "لقد أصدر سماحة قائد الثورة الإسلامية فتوى شرعية تحرم جميع أسلحة الدمار الشامل".
وتابع: "في عام 2015، وقعت إيران على الاتفاق النووي الذي يعد النظام الأكثر شمولية للتفتيش في تاريخ الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأعلنت بوضوح ما يلي:
1- تؤكد إيران مرة أخرى أنها لن تسعى أبدا وتحت أي ظرف من الظروف إلى البحث أو الإنتاج أو الحصول على أسلحة نووية. (الاتفاق النووي، الفقرة ج من قسم ‘المقدمة والأحكام العامة’).
2- هذا التزام دائم وواضح، بقيت إيران متمسكة به حتى بعد الانسحاب الأحادي للولايات المتحدة من الاتفاق النووي في عام 2018.
3- مراجعة الواقع: "السؤال الأكثر أهمية" في منطقتنا هو الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل في غزة واحتلالها للأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية. إن الترسانة النووية الحقيقية لإسرائيل ورفضها الانضمام إلى معاهدة NPT يُشكلان تهديدًا للعالم. ولا ينبغي تطبيع هذا الواقع أو التستر عليه".
وقال غوتيريش خلال كلمته أمس الأربعاء في منتدى "دافوس" إنه "يجب على إيران أن تتخذ الخطوة الأولى لتحسين علاقاتها مع دول المنطقة والولايات المتحدة، من خلال الإظهار بأنها لا تسعى لامتلاك سلاح نووي".
وأضاف غوتيريش: "الخطوة الأولى يجب أن تأتي الآن من جانب إيران، لأنه في حال عدم اتخاذها، فإننا نواجه خطر تصعيد التوترات"، معربا عن أمله في أن "يدرك الإيرانيون أنه حان الوقت للتوضيح، بشكل نهائي، بأنهم لا يسعون وراء تطوير أسلحة نووية، وفي الوقت نفسه، يجب أن يعملوا على بناء علاقات بناءة مع باقي دول المنطقة، بهدف تأسيس نظام أمني جديد يحترم استقلال جميع الدول".