تصدّر موضوع نفوق المواشي بسبب انتشار مرض الحمّى القلاعية؛ حديث الشارع العراقي، كما أصبح مصدر قلق لهم وخصوصاً المربّين والمزارعين، وسط دعوات لاتخاذ الإجراءات الصحية اللازمة لتفادي تفشي الوباء الذي يهدد الثروة الحيوانية للبلاد.
وفي بداية الأزمة هذه، وجّهت النائبة ساهرة الجبوري اتهاماتٍ إلى شركة عراقية باستيراد عجول حاملة لمرض الطاعون؛ مما أثار المزيد من الشكوك حول مصدر الوباء.
كما طالب رئيس اللجنة المالية النيابية، عطوان العطواني "بإجراء تحقيق عاجل في هذا الصدد".
ويأتي هذا الأمر في الوقت الذي قررت فيه الحكومة فتح باب استيراد الأغنام والعجول في (شباط/ فبراير 2024) لمواجهة أزمة ارتفاع أسعار اللحوم غير المسبوق في البلاد.
إلا أن وزارة الزراعة نفت دخول شحنة عجول موبوءة وأكدت في بيان اطلع عليه كلمة الإخباري أن "المرض مستوطن في العراق"، مشيرة إلى "فرض حظر تجوال على حركة الحيوانات من وإلى المناطق المصابة لمدة (14 يوماً)".
وبالتزامن مع هذه الإجراءات، سُجلت حالات نفوق جماعي لمئات من المواشي الجواميس، مما دفع السلطات إلى تكثيف عمليات التحري البيطرية.
وأعلنت الوزارة، يوم الثلاثاء، نفوق نحو (654) رأساً من الماشية؛ لإصابتها بالحمى القلاعية.
وقالت الوزارة في بيان تلقاه كلمة الإخباري: إن "سبب الإصابات في مناطق بغداد هو فيروس الحمى القلاعية، أما المحافظات فهي بأعداد قليلة ولم يتم تشخيصها حتى الآن".
وأضافت أن "الإصابات تركّزت في الحيوانات غير الملقحة والمواليد الصغيرة"، مشيرة إلى "اتخاذها إجراءات فنية ومهنية وفرض حجر فضلًا عن تحديد حركة الحيوانات".
وتابعت أن "المعدل الحالي للإصابات لم يخرج عن (3.9%) وهو ضمن المعدلات المقبولة"، إذ إن هناك قرارات "ستصدر في القريب العاجل تدعم وتدفع الضرر عن مربّي الماشية".
ومع تأكيد الوزارة اتخاذ مثل هذه الإجراءات، إلا أن تقارير كشفت بأن "المواشي النافقة في مناطق شرق بغداد، خاصة الفضيلية، تعرضت لأوبئة مجهولة، ما أدى إلى خسائر فادحة".
فيما ألقى مربو الماشية والمواطنون باللوم على الحكومة "لتقاعسها في التعامل في التعامل مع المرض"، واعتبروا أن "حملات الوقاية لم تنجح في السيطرة عليه".
وفي ظل هذه المخاوف والانتقادات، وجّه رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني بتشكيل لجنة تحقيقية، بخصوص ما أشيع من إصابات الجاموس والأبقار بالحمى القلاعية، بعضوية عدد من المختصين في مجال الطب البيطري والثروة الحيوانية.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء في بيان تلقاه كلمة الإخباري، أن اللجنة "باشرت أعمالها في متابعة حالات نفوق الحيوانات، وتحديد أسبابها من خلال الزيارات الميدانية، وسحب النماذج المرَضية للحمى القلاعية بالاستعانة بالخبرات المحلية والدولية، وبالتنسيق مع وزارة الزراعة ومنظمة الغذاء والزراعة الدولية (الفاو)، لغرض فحص العينات في المختبرات المرجعية العالمية، كما وجّه سيادته وزارة الزراعة بجرد الأضرار وحصرها ومتابعة معدلات حدوثها وظهورها".
وطمأنت اللجنة في الوقت ذاته المواطنين بأن هذا المرض "لا ينتقل إلى الإنسان من خلال استهلاك المنتجات الحيوانية كاللحوم والحليب ومشتقاته، ولا يشكل خطراً على صحّة المستهلك".
المحرر: سراج علي