أصبحت ضاحية (جرمانا) في ضواحي العاصمة السورية دمشق، يوم السبت، حديث الشارع ووسائل الإعلام المحلية والعربية، بعد أن شهدت اشتباكات بين الأمن العام السوري ومجموعات مسلحة.
وجاءت الاشتباكات على خلفية حادثة مقتل عنصر في الأمن السوري وإصابة آخرين، وهو ما أدانه جهات عدّة في الداخل السوري.
وفي ظل هذه التطوّرات، أطلقت وزارة الداخلية السورية حملة أمنية في محيط المدينة، حسب ما أفادته وسائل إعلام محلية تابعها كلمة الإخباري.
كما كثفت الوزارة عملياتها الأمنية في كل من حمص وطرطوس واللاذقية، حيث تم اعتقال عدد من المسلحين المشتبه بهم وتحييد آخرين خلال مواجهات مباشرة.
وفي بيان رسمي، شددت الهيئة الروحية لطائفة المسلمين الدروز على ضرورة تقديم المسؤولين عن الحادث إلى العدالة، مؤكدة رفضها لأي محاولات لزعزعة الاستقرار أو تشويه العلاقات بين أبناء الوطن.
ووفقاً لتقرير نشره مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وترجمه كلمة الإخباري، فإن سوريا تواجه تحديات أمنية متزايدة مع تصاعد أعمال العنف والجرائم، خصوصاً في مناطق الأقليات، حيث تحاول السلطات الجديدة فرض الأمن والاستقرار وسط تزايد التهديدات من جماعات مسلحة وعناصر خارجة عن القانون في معظمها من أجهزة النظام السابق.
كما ذكرت صحيفة العربي الجديد في تقرير عن الحادثة تابعه كلمة الإخباري، أن المنطقة "تشهد هدوءاً حذراً بعد تصريحات لقوات الأمن العام قالت فيها إنها تتفاوض مع المسؤولين عن منطقة جرمانا وهما "لواء درع جرمانا"، وبعض المقاتلين من "لواء رجال الكرامة"، الذين قاموا باستهداف دورية للأمن العام أثناء دخولها إلى هذه المنطقة أدت إلى مقتل أحد عناصرها.
وأشارت إلى أن "منطقة جرمانا شهدت أمس الجمعة اشتباكات متقطعة بين إدارة الأمن العام ولواء درع جرمانا".
وتابعت بأن "لا تزال قوات الأمن العام تنتشر في محيط منطقة جرمانا، وتقوم بعمليات تفتيش دوري، وتمنع حمل السلاح".
وفي تطور جديد آخر، دخلت إسرائيل على الخط، حيث ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن أصدرا تعليماتهما للجيش؛ بالاستعداد للدفاع عن مدينة جرمانا.
كما أشارت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية إلى أن "نتنياهو أرسل سكرتيره العسكري إلى موسكو لبحث ضمان بقاء روسيا في سوريا على حساب تركيا".
ولم يتم بعد توضيح علاقة إسرائيل بموضوع حماية المدينة، إلا أن ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلي ذكر، مساء السبت، أن نتنياهو شدد على حمايتها، ونقل عنه قوله: "لن نسمح للنظام الإسلامي المتطرف في سوريا بالمساس بالدروز".
وتابع، "سنضرب النظام السوري في حال مساسه بالدروز في جرمانا".
إلا أن مراقبين اعتبروا إعلان إسرائيل عن حماية الدروز (وهم طائفة مسلمة) ذريعة للسيطرة على أمن المدينة.
كما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، يوم الخميس الماضي، أن "إسرائيل ستظل متمركزة في المنطقة العازلة في لبنان دون تحديد حد زمني"، مؤكدًا حصوله على "الضوء الأخضر من واشنطن للقيام بذلك".