أعلنت شركة "دي-ويف كوانتوم" الأمريكية تحقيق إنجاز غير مسبوق في مجال الحوسبة الكمومية، بعدما نجح نموذجها الأولي في حل مشكلة علمية معقدة في دقائق كان سيستغرق حلها على أقوى الحواسيب التقليدية مليون سنة.
وتمكن فريق البحث في الشركة التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها من استخدام نموذجها "D-Wave Advantage 2" لحل مشكلة محاكاة نظارات الدوران القابلة للبرمجة، وهي مسألة بالغة التعقيد تتعلق بالمواد المغناطيسية التي تستخدم في تطبيقات متنوعة مثل الطب وأشباه الموصلات وتصميم أجهزة الاستشعار والمحركات.
ووصف الدكتور آلان باراتز، الرئيس التنفيذي للشركة، هذا الإنجاز بأنه "يوم مميز في الحوسبة الكمومية"، مضيفاً: "إثبات تفوق الحوسبة الكمومية في حل مشكلة عملية يعد سابقة في هذا المجال، حيث كانت الادعاءات السابقة عن تفوق الأنظمة الكمومية على الحواسيب التقليدية محل نزاع أو تتعلق بأرقام عشوائية بلا قيمة عملية".
وأظهرت المقارنات أن الحاسوب العملاق "فرونتير" في مختبر "أوك ريدج الوطني"، وهو أحد أقوى الحواسيب في العالم، كان سيستغرق مليون سنة لحل المشكلة نفسها، مع استهلاك طاقة تعادل ما يستهلكه العالم بأكمله على مدار عام.
ويستخدم الحاسوب الكمومي الجديد تقنية "التلدين"، التي تقوم بتجربة جميع الحلول الممكنة في وقت واحد ثم تعديل معلمات النظام تدريجياً للوصول إلى الحل الأمثل، مستفيداً من خصائص ميكانيكا الكم التي تسمح بمعالجة كميات هائلة من البيانات بطرق لا يمكن للحواسيب التقليدية مجاراتها.
ورغم التقدم الهائل في قدرة الحوسبة التقليدية التي تتضاعف وفقاً لقانون مور كل عامين، فإن بعض المشكلات المعقدة مثل تغير المناخ واكتشاف الأدوية تتطلب قدرات حسابية تتجاوز إمكانات الأنظمة الحالية.
وقال باراتز: "إن هذا الإنجاز يثبت أن حواسيب دي-ويف الكمومية المعالجة بالحرارة أصبحت قادرة الآن على حل مشاكل عملية تتجاوز قدرة أقوى الحواسيب العملاقة في العالم".
وأعلنت الشركة أنها ستتيح الوصول إلى معالجها الكمومي عبر السحابة الإلكترونية الخاصة بها، كما كشفت عن خططها لزيادة حجم المعالج أربعة أضعاف من خلال إضافة آلاف وحدات الكيوبت، وهي الوحدة الأساسية لمعالجة المعلومات في الحوسبة الكمومية.
ويرى خبراء أن هذا التطور قد يمثل نقطة تحول في مجال الحوسبة الكمومية، التي طالما اعتبرت واعدة نظرياً لكنها واجهت تحديات في التطبيقات العملية، ما يفتح الباب أمام استخدامات جديدة في مجالات متعددة من العلوم والصناعة.
المحرر: حسين صباح