أعلنت البعثة الأثرية المصرية الفرنسية المشتركة اليوم السبت عن اكتشاف مدينة متكاملة تعود إلى عصر الدولة الوسطى (2050 – 1710 قبل الميلاد) داخل الركن الجنوبي الشرقي من معبد الكرنك بمحافظة الأقصر.
ويسلط هذا الكشف الأثري الضوء على جانب غير معروف من الحضارة المصرية القديمة، حيث يُعتقد أن الموقع ظل نشطاً لأكثر من ألف عام، ولم يوثق من قبل في أعمال المستكشف الفرنسي جورج لاجران.
وتضم المدينة المكتشفة مبان من الطوب اللبن مزودة بأفران لطهي الطعام وصناعة الخبز، بالإضافة إلى أدوات للطهي والتخزين ومعدات لصناعة الخبز اليومي، ويشير هذا إلى أن المنطقة كانت مركزاً حيوياً للمعيشة والعمل اليومي للعاملين بالمعبد.
كما عثر على مجموعة من الحلي والمصوغات التجميلية، مما يوحي بأن الموقع لم يكن مقتصراً على الوظائف العملية فقط، بل كان مأهولاً ومليئاً بالحياة.
وتركز البعثة حالياً على دراسة وترميم المباني المكتشفة، التي تتضمن مخازن كانت تستخدم لتخزين المنتجات الغذائية وإعداد الطعام.
ووفقاً للبعثة، هجرت هذه المنطقة في فترة الأسرة 17 وبداية الأسرة 18 لتتحول إلى مكب نفايات، قبل أن يعاد استخدامها في عصر الأسرة 18 بإنشاء أماكن تخزين جديدة فوق مكب النفايات.
من بين الاكتشافات الهامة كانت قطع صغيرة من الفخار الملون والمزجج باللون الأزرق، والتي تتطابق تماماً مع إناء "نمست" المعروض في متحف اللوفر بباريس، ويعود لفترة حكم الملك أمنحتب الثالث. ويفتح هذا الاكتشاف آفاقاً جديدة للباحثين للتكهن حول ارتباط سكان هذه المنطقة بالقصر الملكي أو الطقوس الدينية الكبرى.
المحرر: عمار الكاتب