كشف خبير اقتصادي عن عشرة عوامل رئيسية ساهمت في تراجع سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي خلال الفترة الأخيرة، متضمنة إجراءات حكومية وتغيرات في النشاط الاقتصادي.
وقال منار العبيدي، الخبير الاقتصادي، في تصريحات تابعها كلمة الإخباري إن "الانخفاض يعود إلى مجموعة من العوامل الاقتصادية والإجرائية المتداخلة، التي تختلف في مستوى تأثيرها لكنها مجتمعة ساهمت في تعزيز قوة الدينار".
وأوضح العبيدي أن من أبرز هذه العوامل "الانكماش الاقتصادي وتراجع الثقة الاستهلاكية"، حيث أدت حالة عدم اليقين في السوق العراقي إلى "تراجع ثقة الأفراد والمؤسسات في الإنفاق، ما انعكس سلباً على حجم الطلب العام، وبالتالي خفض الحاجة للدولار".
وأضاف أن "توقف النفقات الاستثمارية الحكومية" يعد عاملاً مؤثراً آخر، مشيراً إلى أن "تركيز الحكومة على الإنفاق التشغيلي بدلاً من الاستثماري أدى إلى تراجع عجلة النشاط الاقتصادي"، مما قلص الطلب على الدولار.
ومن العوامل الأخرى التي ذكرها الخبير "تشديد الرقابة على المنافذ الحدودية"، الذي ساهم في "الحد من ظاهرة تضخيم الفواتير، الأمر الذي قلّل من الطلب غير الحقيقي على الدولار في السوق الموازي".
كما أشار إلى "تحول شريحة واسعة من التجار إلى النظام المصرفي الرسمي، واعتمادهم على السعر الرسمي للدولار عبر المنصات المعتمدة، مما قلّص حجم التداول في السوق الموازي".
وتضمنت العوامل أيضاً "تسوية مستحقات الشركات الكبرى بمواد نفطية بدلاً من النقد"، حيث أقدمت الحكومة على "تسديد جزء من مستحقات الشركات الأجنبية بمادتي النفط الأسود والنفثا بدلاً من النقد، ما أدى إلى تقليل الاعتماد على الدولار المباع من البنك المركزي".
وربط العبيدي الانخفاض أيضاً بالتحضيرات للعملية الانتخابية، موضحاً أن "ازدياد حجم الإنفاق المرتبط بالحملات الانتخابية، وتمويله من احتياطات نقدية مخزنة بالدولار، استدعى تحويل كميات كبيرة منها إلى الدينار لتغطية نفقات الحملة، وبالتالي زيادة العرض من الدولار".
وذكر الخبير عوامل أخرى تشمل "ارتفاع أعداد الزائرين والوافدين الأجانب" و"توقف التجارة غير المشروعة نتيجة إغلاق الحدود مع سوريا"، بالإضافة إلى "انخفاض العملة النقدية المصدرة وسحب جزء منها من السوق" من قبل البنك المركزي العراقي.
وختم العبيدي تحليله بالإشارة إلى أن "تسلسل الأسباب يعكس تأثير أهمية كل سبب على سعر الصرف في السوق الموازي"، مشيراً إلى احتمال وجود عوامل أخرى.
المحرر: حسين صباح