كشف نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية كبير المفاوضين، مجيد تخت روانجي، عن تفاصيل جديدة بشأن المفاوضات غير المباشرة التي جرت بين طهران وواشنطن قبل اندلاع الحرب الأخيرة، مؤكداً أن تلك المحادثات كانت "الفرصة الأخيرة" لتجنب المواجهة العسكرية.
وقال روانجي في كلمة له خلال ندوة في طهران تابعها "كلمة الإخباري"، إن "إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فور تولّيها السلطة، وجّهت رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني تضمنت اقتراحًا لبدء مفاوضات، ملوّحة في الوقت ذاته بالحرب إذا لم تُفضِ المحادثات إلى نتيجة".
وأوضح المسؤول الإيراني أن "الرد الإيراني على تلك الرسالة جاء بالمثل من حيث اللهجة، لكنه تضمّن رفضًا لأي تفاوض مباشر"، مشيراً إلى أن "بلاده وافقت على مفاوضات غير مباشرة، بينما كان الجانب الأمريكي يسعى لحوار مباشر".
وكشف روانجي أن "واشنطن أبلغت رسائلها عبر الإمارات، في حين اختارت طهران الرد عبر سلطنة عُمان لأسباب خاصة تتعلق بالثقة والسرية"، لافتاً إلى أن "خمس جولات تفاوضية جرت بين الجانبين، قبل أن تندلع الحرب قبل يومين من انطلاق الجولة السادسة، ما أثار دهشة المراقبين".
وذكر نائب وزير الخارجية الإيراني أن "الأمريكيين في البداية أبدوا استعدادًا للتعاون وقدموا ما وصفه بالحديقة الخضراء، لكنهم دخلوا المفاوضات بلغة المراوغة، معتقدين أن بإمكانهم تحقيق أهدافهم عبر الضغط والمناورة".
وأشار روانجي إلى أن "واشنطن طالبت في بداية المحادثات بتصفير التخصيب النووي، وعندما رفضت إيران، انتقلت إلى مطالب أخرى"، واصفاً ذلك بـ"أسلوب الترغيب والتهديد"، مؤكداً أن "الأمريكيين حين فشلوا في تحقيق أهدافهم بالمفاوضات لجأوا إلى القوة العسكرية".
وختم المسؤول الإيراني بالقول إن "الهدف الأمريكي غير المشروع كان إغلاق البرنامج النووي الإيراني بالكامل"، موضحاً أن "واشنطن حاولت تارةً استمالة طهران بالإغراءات، وتارةً أخرى الضغط عليها عبر التهديدات، لكن إيران لم ولن تقبل بإملاءات من أحد".
المحرر: حسين صباح