كشف تقرير إسرائيلي تحليلي عن تصاعد التهديدات العسكرية التي تواجه إسرائيل على ثلاث جبهات رئيسية، هي إيران وتركيا ومصر، في وقت يشهد فيه الجيش والإدارة الأمنية أزمة ثقة حادة داخليًا في أعقاب هجوم 7 أكتوبر.
ونقل التقرير الذي نشره موقع "News1" الإسرائيلي انتقادات حادة من خبراء استراتيجيين للأداء الإداري والأمني، حيث وصف اللواء الاحتياط "أمتسياه حن" أداء وزارة الدفاع في السنتين الأخيرتين بأنه أظهر نقصاً حاداً في الاحترافية ومستوى إدارياً متدنياً جداً.
بدوره حذر الخبير العسكري تسفي فاينبرغر من أن التهديدات القادمة من إيران وتركيا ومصر آخذة في التضخم، داعياً لبناء منظومات دفاع متطورة على الحدود مع مصر.
وحلل التقرير طبيعة التهديدات المتصاعدة، مشيراً إلى أن إيران تواصل تطوير برنامجها النووي والصاروخي وتوسع نفوذها عبر ما يعرف بالهلال الشيعي، حيث شكّل الهجوم المباشر على إسرائيل في أبريل 2024 تصعيداً غير مسبوق. أما تركيا فتبنت تحت قيادة الرئيس أردوغان سياسة خارجية أكثر عدوانية تجاه إسرائيل مع توسيع نشاطها العسكري في شرق المتوسط ودعمها لحركات إسلامية تعتبرها إسرائيل تهديداً لأمنها.
ورغم اتفاقية السلام مع مصر، لا تزال التوترات الأمنية قائمة في سيناء مخاوف إسرائيلية من تهريب أسلحة عبر الحدود، كما يثير التقارب المصري المتزايد مع روسيا والصين تساؤلات حول مستقبل التوازن الاستراتيجي في المنطقة.
في محاولة لتجاوز الأزمة، ركز الخبراء على الحلول التنظيمية والسياسية حيث شددت الدكتورة "عدنا فشر" على ضرورة إزالة الخوف من داخل المؤسسة الأمنية وتشجيع الحوار الحر لتحقيق جودة تنظيمية حقيقية.
ودعا البروفيسور إليشع هاس إلى شراكة وطنية داخلية لمنع الانقسامات السياسية أثناء الحروب التي تُضعف الجبهة الأمنية، فيما أكد الدكتور "موشيه برينت" أن إسرائيل ليست دولة تابعة للولايات المتحدة، في إشارة إلى ضرورة الاعتماد على النفس في صنع القرار الاستراتيجي.
كما سلط التقرير الضوء على الانقسام المجتمعي العميق، حيث ظهرت دعوات داخل اليمين الإسرائيلي كما في تصريحات المحامي "يوناتان بوتاخ" إلى منع صحيفة "هاآرتس" اليسارية من دخول الجيش وإلغاء المدونة الأخلاقية، في خطوة تضع القيم الديمقراطية في مواجهة مع مفهوم الأمن القومي.
ويخلص التقرير إلى أن إسرائيل تواجه عاصفة من التهديدات متعددة الجبهات بينما تعاني مؤسستها الأمنية من أزمة داخلية، مما يدفع إلى طرح سؤال مركزي: هل الجيش الإسرائيلي جاهز لمواجهة الحرب المقبلة؟
المحرر: عمار الكاتب