كشف عضو اللجنة القانونية النيابية النائب رائد المالكي، يوم الأربعاء، عن توقيع حكومة إقليم كردستان العراق اتفاقيات مع الولايات المتحدة الأمريكية تتجاوز قيمتها 100 مليار دولار دون علم الحكومة الاتحادية، واصفاً هذه التعاقدات بأنها تمت خارج إطار الموافقات الرسمية.
وأوضح المالكي خلال مقابلة مع برنامج "سياسي الأبعاد" مع الإعلامية بتول الحسن، أن الإقليم استغل وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السلطة وطموح رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بولاية ثانية لتمرير هذه الاتفاقيات، مشيراً إلى أن الإقليم يريد التفرد بالقرار وعدم مشاركة السلطة الاتحادية في ملف النفط والغاز.
وانتقد المالكي بشدة تعديل المادة 12 من الموازنة العامة، مؤكداً أن التعديل أغفل قضية جوهرية تتعلق بإدارة الحقول النفطية التي يجب أن تدار بالتنسيق وفق الدستور، كاشفاً أن السفارة الأمريكية أجبرت الحكومة والإقليم على إجراء هذا التعديل.
ووصف النائب عن محافظة ميسان بيان وزارة النفط ضد تعاقدات الإقليم بـ"الخجول"، متحدياً الوزارة أن تمتلك وثائق رسمية عن هذه التعاقدات النفطية، مشيراً إلى أن الشركات الأجنبية بدأت تنفر من العراق بسبب عدم استقرار البيئة القانونية.
وحمّل المالكي الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان العراق مسؤولية تعطيل قانون النفط والغاز، مؤكداً أن الحكومة أخفقت في تنفيذ برنامجها الحكومي وتمرير هذا القانون الحيوي، موضحاً أنها لا تريد فتح أي ملف يسيء إلى العلاقة مع القوى السياسية رغم أن الجميع يدرك أهمية هذا القانون.
وكشف عضو اللجنة القانونية أن النفط يُهرب من الإقليم بكميات كبيرة جداً، محذراً من أن تحويلات الرواتب إلى الإقليم ستتوقف، مشيراً إلى أن وزارة المالية أعلنت اليوم عدم وجود جداول موازنة وأنها ستوقف رواتب إقليم كردستان العراق.
وفي سياق متصل، أعرب المالكي عن اعتراضه على تعيين مبعوث خاص لتركيا في العراق، واصفاً الأمر بـ"غير المبرر"، ولافتاً إلى أن وزارة الخارجية لم ترد على استفساره حول هذا التعيين.
وانتقد المالكي أداء البرلمان الرقابي، محملاً بعض رؤساء الكتل ورئاسة المجلس مسؤولية تعطيل عمله، مشيراً إلى أن البرلمان يعاني من ضعف إداري، مؤكداً أنه لن يتم إصلاح النظام السياسي دون إصلاح البرلمان أولاً.
وكشف النائب عن أشكال جديدة لما أسماه بـ "الرشوة الانتخابية" وصلت إلى دفع رواتب أشهر مقدماً، معلناً عزمه الترشح في الانتخابات القادمة عن محافظة ميسان، مشيداً بدور المستقلين وتأثيرهم في البرلمان.
وختم المالكي تصريحاته بالتحذير من سوء الأوضاع المالية والمائية في العراق، منتقداً رئيس مجلس الخدمة المسؤول عن التعيينات بأنه يمارس عمله خلافاً للقانون.
المحرر: حسين صباح