اتهم الكاتب الإسرائيلي كوبي نيف، في مقال نشرته صحيفة هآرتس، السياسيين الإسرائيليين بتعمد إطالة أمد الحرب في قطاع غزة خوفاً من المحاسبة الدولية على ما وصفه بـ"الفظائع" التي ارتكبتها إسرائيل في القطاع.
وأشار نيف في مقاله إلى أن نهاية الحرب ستجلب معها كشف حجم الدمار في غزة، مما قد يحول إسرائيل إلى "دولة منبوذة" ويعرض سياسييها لملاحقات قانونية دولية.
ووجه الكاتب انتقادات لاذعة لزعيم المعارضة يائير لبيد بسبب موقفه من عزل النائب العربي أيمن عودة من الكنيست، متهماً إياه بتبني أجندة اليمين المتطرف رغم ادعائه الاعتدال.
وكتب نيف أن لبيد "تجاهل تحريض نواب يمينيين على إبادة وتهجير كبار السنّ والنساء والأطفال في غزة، ولم يطالب بعزل أي منهم"، معتبراً أن تصريحات عودة التي تسببت في عزله "تندرج ضمن حرية التعبير ولا تعني دعم الإرهاب، بل تعكس صمود المدنيين أمام حرب إبادة تشنها إسرائيل".
واستشهد الكاتب بمقال نشره اليميني آفري جلعاد في صحيفة "إسرائيل هيوم" قال فيه: "هناك أمر واحد يُخيفني حقا، وهو اليوم التالي لحرب غزة، حين تُفتح الحدود ويدخل الإعلام الدولي ويكتشف الجميع أنه لم تعد هناك رفح ولا غزة. المكان يبدو وكأنه تعرض لقنبلة ذرية".
وأضاف جلعاد في مقاله أن على الحكومة والجيش والشعب الاستعداد "لحقيقة أن صور الأماكن المدمرة ستغمر وسائل الإعلام ووعي العالم أجمع، وسوف نضطر للإجابة عن أسئلة عدائية، وشرح أسباب مسح غزة وسكانها من على وجه الأرض".
ورأى نيف أن هذا السيناريو الذي يخشاه كثير من السياسيين يعد "سبباً إضافياً يدفع الطبقة السياسية إلى عدم إنهاء الحرب في غزة تحت أي ظرف كان"، محذراً من أن أشخاصاً مثل جلعاد ولبيد وكثيرين من الإسرائيليين قد يجدون أنفسهم "أمام أوامر اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بسبب دعم جرائم الحرب".
وكانت صحيفة هآرتس قد نشرت تقارير سابقة أكدت فيها دقة أرقام الضحايا في غزة، مشيرة إلى أن التحقق من هذه الأرقام متاح لمن يريد.
المحرر: حسين صباح