السبت 16 جمادى الأول 1447هـ 8 نوفمبر 2025
موقع كلمة الإخباري
كلام قبل الختام "نحن الأغلبية الناطقة"!
انتصار الماهود
صحفية وكاتبة عراقية
2025 / 11 / 08
0

ما هي إلا ساعات معدودة وتبدأ العملية الديمقراطية، في ال9 من تشرين الثاني للانتخابات البرلمانية لعام 2025 حيث سيشارك أكثر من 1.3 مليون ناخب في التصويت الخاص،وتليها في ال 11 من تشرين الثاني، توجه أكثر من 20 مليون عراقي في التصويت العام لاختيار من يمثلهم في الدورة البرلمانية القادمة وهنا نؤكد ان العملية الديمقراطية بالكامل، وهي الخيار الأمثل في ظل غياب أي مقترحات عقلانية وعملية لإدارة البلاد في المرحلة الحالية.

الإنتخابات تعني المشاركة بصناعة القرار والتغيير، وهي أفضل وسيلة سلمية للتعبير عن إرادة الجماهير، وتصحيح مسار العملية السياسية الحالية، أتفق أن تجارب تلك السنوات لم تكن مثالية فلا شيء مثالي في العالم الواقعي، لكن منذ عام 2003 وحتى الآن، الأمور تغيرت كثيرا وهي بتحسن نحو الأفضل وإن كان هناك إخفاق، فهو لا يعني أن نترك العملية السياسية وندير ظهورنا لها بل بالعكس نواجه ونحدد مواطن الخلل ونشخصها ونعالجها فهذا هو الطريق الأسلم والأفضل.

إن إثارة الجدل حول المقاطعة وترك الخيار الديمقراطي السلمي، يضعنا أمام عدة أسئلة لا إجابة لها … لو الجميع قاطع الانتخابات ولم يذهب ليدلي بصوته في صناديق الاقتراع، ماذا سيحدث هل سندخل في فراغ دستوري، ولن تكون هنالك حكومة شرعية موجودة معترف بها، ما الفائدة المرجوة من ترك البلاد في حالة فوضى دستورية، والسير الى المجهول أم إن البعض قد حنّ لايام الفوضوية والدكتاتورية، ولا يقبل بالخيار الديمقراطي القانوني من أجل إدارة البلد.

لماذا نرى الكثير من المدونين والصفحات التي تدعونا لنقاطع الانتخابات، ولا نشارك وهي تروج بصورة واحدة فقط بأن العملية الديمقراطية برمتها غير مجدية وفاسدة، ومن جهة أخرى نرى أنفسنا وشركائنا في الوطن يحشدون جمهورهم وبكل قوتهم، للمشاركة من أجل التغيير هل هذا يعني انهم ملائكة نزلت من السماء، ولا توجد لديهم أخطاء أو خلل في إدارتهم لبيتهم السياسي، بالطبع لا فلكل طبقة سياسية وحزب توجد لديه هفوات واخطاء، والجميع لديهم فاسدين ولسنا نحن فقط وربما لديهم أكثر من الجميع لكنهم يلجاون لصناديق الاقتراع للتغيير وليس للمقاطعة أو الوقوف على الحياد.

إضافة لوجود الصراعات الداخلية والتنافس والتناقض، داخل الكتل الباقية فلكل بيت سياسي نرى فيه الصالح والطالح، والتغيير الذي نرجوه ونريده ونطمح إليه ليس بالمقاطعة، ليس بالانسحاب، لا تدار الدولة ومصير أكثر من 45 مليون مواطن بهذا الشكل، بل تدار بالوعي الجماهيري وبالضغط الحقيقي على صنّاع القرار، من خلال التوجه لصناديق الاقتراع لاختيار الأنسب والأفضل، وليس التزام الصمت والمراقبة، فجميع الدول الديمقراطية حين تنشد التغيير تتوجه لصناديق الاقتراع وهي من ستكون الحكم.

اليوم نحن فخورون بكوننا أكثر وعياً في الإختيار، وأكثر قوة من ذي قبل نملك قرارنا بيدنا، ولا يستطيع أحد أن يفرض علينا من ننتخب وماذا نكتب لكن علينا أولا أن نختار الأفضل، أن نختار من يملك برنامجاً انتخابياً حقيقياً، يستطيع أن ينفذه حين يكون تحت قبة البرلمان، ونستطيع نحن أن نحاسبه في حال قصر أو أخلّ بواجباته كممثلً عن الشعب.

وفي الختام أصواتكم داخل الصناديق ليست مجرد أرقام، بل هي صوت واعي للتغيير والإصلاح لحياة أفضل لكم ولأبنائكم.

أنا مشاركة ولست مقاطعة أنا مشاركة لأنني أنا الأغلبية الناطقة ولست الأغلبية الصامتة.

التعليقات